(الشيعة) في جبل عامل من مساجد صغيرة لهم لا مآذن لها ولا منابر ، ومنها ما يسمونه «حسينية» نسبة للحسين بن علي رضياللهعنهما يقيمون فيها المآتم عليه في أوقات لهم مخصوصة. وفي بعلبك عدة جوامع ومساجدها بقي بعضها من عهد عزها. أيام غلبة مذهب أهل السنة والجماعة على سكانها أكثر من التشيع. وللإسماعيلية مجالس أيضا كما للنصيرية.
ولقد زيّن بعض عمال السلطنة العثمانية للسلطان عبد الحميد الثاني أن يبني جوامع ومساجد في جبال النصيرية وجبل الدروز عسى أن يثوب أهلها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، بنيت عدة جوامع في هاتين المقاطعتين ، منها أربعون جامعا في جبال العلويين على أمل أن يعود النصيرية والدروز إلى التسنن ، فأصبح بعضهم يصلون شبه مكرهين ، فلما آنسوا ضعف الحكومة بعد مدة قليلة أتى جهلاء النصيريين والدروز على ما بني من المساجد الجديدة ودمرها عن آخرها ودنسوا كرامتها بما لا يليق.
ومن الكتابات الأثرية في بعلبك ما زبر فوق باب قبة الأمجد على رابية الشيخ عبد الله «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. أمر بعمارة هذا المسجد المبارك الأمير الاسفسهلار الكبير صارم الدين أبو سعيد خطلخ ابن عبد الله المعري الملكي الأمجدي ، ضاعف الله له الثواب وغفر له يوم الحساب ، في سنة ست وتسعين وخمسمائة».
وكتب في جامع الحنابلة ببعلبك هذا : «بسم الله الرحمن الرحيم. جدّد هذا المكان المبارك في أيام مولانا السلطان الأعظم ، شاهنشاه المعظم مالك رقاب الأمم ، سيد ملوك العرب والعجم والترك والديلم ، الملك المنصور سلطان الإسلام والمسلمين ، قامع الكفرة والمشركين ، محيي العدل في العالمين ، ملك البحرين ، خادم الحرمين الشريفين ، أبي المعالي قلاوون قسيم أمير المؤمنين ، خلد الله سلطانه ، وشد أزره ببقاء ولده وولي عهده ، مولانا السلطان الملك الصالح علاء الدين ، وأدام نصرهما ، وجعل البسيطة ملكهما ، بتولي الأمير نجم الدين حسن نائب قلعة بعلبك المحروسة ومدينتها ، ونظر القاضي بهاء الدين بن خلكان وذلك في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة ثنتين وثمانين وستمائة والحمد لله وحده».