بيت لهيا ، ومسجد عند بيت أبيات يعرف بمسجد آدم ، ومسجد معاوية من أرض قينية على طريق المزة وداريا ، ومسجد الحجر ويعرف بمسجد النارنج قرب المصلى ، ومسجد القدم عند القطائع بقرب عالية وعويلية قديم له منارة.
ولقد كانت مساجد الغوطة عامرة كلها إلى دخول العثمانيين ثم أخذت تخرب في عهدهم ، فقد كان في كل قرية من قرى دمشق مسجد أو مساجد جامعة بحسب ضخامة القرية ، وعشرات من هذه القرى خربت برمتها في القرون الأخيرة فذهبت معها الجوامع بالطبيعة. ومن القرى التي مرت بنا وذهب اسمها ورسمها راوية وفذايا والمصيصة وبيت لهيا وبيت أبيات وقينية وعالية وعويلية والنيرب والربوة. ولقد كان في الربوة عدة مساجد ومدارس. وفي تاريخ الصالحية أن المقاصف كانت تعمر عمائرها للنزهة من غير طين ، والعمائر المكلفة كانت للمدارس والجوامع وأن قاعة المسجد الديلمي الذي جدده نور الدين في الربوة قد بناها على شعب الجبل ، سقفها نهر يزيد ، وأساسها نهر ثورا من المقامات التي لا تدرك. قال : وبقي بعد الألف من هذا المسجد المأذنة وأثر العمار ثم دثر.
وكان بالنيرب تسعة مساجد عدها ابن عبد الهادي ، والآن ليس فيها أثر لمسجد ولا لقرية. وكان في القابون الفوقاني ثلاثة مساجد وبالقابون التحتاني ثلاثة ، وليس فيهما الآن سوى مسجد واحد حقير. وهكذا مساجد قرى الغوطة والمرج وقلمون فإنها كلها ليست ذات شأن ، ومن أجملها اليوم جامع التل وعربيل ودومة وداريا. ومما دثر مسجد خاتون في منتصف الطريق بين دمشق والمزة. كما دثرت مساجد المزة وكانت بضعة مساجد وجوامع ، منها مسجد بناه ابن عنين الوزير الشاعر في القرن السابع ، وفي هذا القرن أيضا بنى بها الوزير صفي الدين بن شاكر جامعا ، وهو الذي بلط جامع دمشق وأحاط سور المصلى عليه وعمل الفوارة وبنى جامع حرستا. والجوامع والمساجد اليوم صورة من عمراننا ، وعمراننا كان متراجعا إلى عهد قريب ، وهو اليوم آخذ بالتقدم فلا يبعد أن تقوم المساجد بعد الآن على قانون ينم عن حسن ذوق في البناء فيعيد الصورة القديمة مضمومة إلى التحسين الحديث.