تولت وزارة الأوقاف المصرية النظارة على هذه الأوقاف ، وقد أنشئت وزارة الأوقاف (وكانت تسمى ديوان الأوقاف) قبل إنشاء الأزهر بأكثر من مائتين وأربعين عاما ، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام ١١٨ ه ، ويروي أن إنشاءه كان في عهد هشام بن عبد الملك فقد تولى قضاء مصر توبة بن نمر في زمن هشام بن عبد الملك ، وكانت أوقاف المسلمين في أيدي أهلها وفي أيدي أوصيائهم ، فقال توبة : ما أرى مرجع هذه الصدقات إلا إلى الفقراء والمساكين ، فأرى أن أضع يدي عليها حفظا لها من الإلتواء والتوارث ، وصنع ذلك عام ١١٨ ه ، فكان ذلك أول إنشاء ديوان الأوقاف في مصر ولم يمت توبة حتى صارت الأحباس ديوانا عظيما.
وفي العهد الأخير وبعد حل الأوقاف الأهلية صودرت جميع أوقاف الأزهر وحول مصرفها إلى جهات خيرية ، وأبعد عنها العلماء المدرسون بالأزهر ، على خلاف نصوص الواقفين وشروطهم.
بعض آراء في الإصلاح
الأزهر جامعة دينية كبرى ، يؤمه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، وهو أمانة في يدي مصر ائتمنه عليه الشرق الإسلامي كله ، ومصر مسئولة أمام الله والتاريخ عن هذه الجامعة العتيدة الخالدة ، وعن النهوض بها وتمكينها من أداء رسالتها.
وأول خطوة للإصلاح في رأيي هي جعل جماعة كبار العلماء ممثلة تمام التمثيل لكبار رجال الدين ، وفي مقدمتهم شيوخ الكليات والمعاهد الثانوية ، وأساتذة الكليات حرف ا ، ورئيس المحكمة العليا الشرعية ومفتي الديار المصرية وشيخ الطرق الصوفية وشيخ الأزهر ووكيله ، وشيوخ الأزهر السابقين ، وشيوخ المذاهب الأربعة .. وتكون مهمة الجماعة ما يلي :
(١) الافتاء في المسائل الدينية والشرعية ، بتكوين لجنة من بين