وناشدت المجتمع أن يرفق بالشباب إذ يعرض أمامه كل هذه المفاتن ويطلب منه الصون والعفاف.
١١ ـ واليت أحداث مصر فكنت أكتب في كل مناسبة أرى الرأي النافع فأدلي به وأدعو إليه فكتب في فتنة الزقازيق ودعوت إلى الصفاء والوئام بين عنصري الأمة ، وبينت أن الإسلام جعل لهم مالنا من حقوق وعليهم ما علينا من واجبات ، وكنت أكتب في المناسبات الدينية كالهجرة والمولد ، وأحث على فضيلة أجعلها نصيحة العام ، وكنت أؤمن بالوحدة ويمنها وأكره الفرقة والانقسام فكنت أخوف منهما وأحث على التعاون والوحدة ، ولقد قلت في بعض ما كتبت إنكم لو خسرتم كل شيء وربحتم الوحدة فقد ربحتم كل شيء ، وإذا ربحتم كل شيء وخسرتم الوحدة فقد خسرتم كل شيء.
١٢ ـ كتبت رسالة الأزهر في القرن العشرين ودرست فيها الأزهر وعلله ووصفت له أداء رسالته ، وكان فيما عرضت له فيها ـ إضراب الشباب ـ فقد رأيت الشباب في الأزهر وفي دور العلم والجامعات قد هجر الدروس واعتاد المظاهرات والاعتداء على الأملاك العامة ، ورأيت أن هذه الحالة تخرج جيلا جاهلا اعتاد الفوضى وعدم احترام القانون من حيث تجعل المدارس مكانا للتعليم والتربية والتعود على النظام واحترام حقوق الغير ، فإذا خرج هؤلاء وأولئك عن الجادة فمن سنة الله أن يغلب العلم الجهل ، والنظام الفوضى ، والفضيلة الرذيلة ، وبحثت في سبب ذلك وعلته فإذا هي السياسة الحزبية دخلت دور العلم وأخذ كل حزب فريقا يشغب به إذا أراد الشغب. وعلمت إني بذكر ذلك أغضب الأحزاب والحكومات التي تستند إليها فترفقت وبينت أن ذلك واجب ديني ، وإني أكون من الخائنين للأمة وللشباب وممن يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى إذا كتمت هذه النصيحة ، فلم يجد كل ذلك فعزلت من وظيفة مدير الوعظ والارشاد في سنة ١٩٤٨ لقيامي بهذا الغرض الديني. النصيحة لله وللرسول ولأئمة المسلمين