ألسنتهم تنطق بأسلوب كتاب الله ، وهو الأسلوب العربي المبين ، فحفظوا القرآن من التحريف ، وحفظوا التفكير من الضياع.
وهناك التشابه بين الأزهر والقرويين في تأثر الأزهر بعلماء بغداد الذين وفدوا في عهد المماليك إلى القاهرة في سنة ٦٥٦ ه بعد سقوط بغداد ، وفي تأثر القرويين بعلماء الأندلس الذين وفدوا إلى المغرب بعد سقوط الأندلس في القرن الرابع عشر الميلادي.
وهناك التشابه في حركة الإصلاح القوية التي قام بها محمد عبده في الأزهر في نهاية القرن التاسع عشر والشيخ أبو شعيب الدكالي في القرويين في أوائل القرن العشرين.
وهناك التشابه بين الأزهر وجامع القرويين في تربية الحماس القومي ، وننمية الروح الوطني ، والقيام بالحركات المعبرة عن سخط الوطن وتكوين الرأي العام ، والدفع إلى بقائه في النضال بين الدخلاء الغاضبين وبين أصحاب الوطن المعتدي عليهم.
كل هذه الأوجه من التشابه بين الأزهر وجامع القرويين تجعل لجامع القرويين في القاهرة صدى قويا لا يتضاءل ولا يضعف مهما فرق الاستعمار فيما مضى بين أجزاء الوطن الواحد ومهما حاول بأساليبه المختلفة أن يضعف من الصلات الثقافية والترابط الروحي بين فاس والقاهرة ، ومهما حاول وبذل في وضع العقبات المادية والمعنوية في طريق لقاء العربي القاهري بالعربي المغربي.
وجامعة القرويين من أقدم جامعات العالم بعد الأزهر إذ أن مسجد القرويين لم يتحول إلى جامعة للتدريس إلا سنة ٥٣٨ ، أما الأزهر فقد هيىء لتدريس الفقه والعلوم في الرابع الأخير من القرن الرابع الهجري. وعلى ذلك تكون الجامعة الأزهرية أقدم جامعات العالم على الإطلاق. ويعزي إليها ـ وإلى شقيقتها : «الزيتونة» في تونس ، و «الأزهر الشريف» في