العلماء واتجاههم إلى بعث الحركة السلفية ومحاربة الجمود ، وتطوير الدراسات لتساير روح العصر .. وكانت الخطوة الإيجابية لتحقيق ذلك الغرض ، عند ما عين جلالة الملك محمد الخامس في سنة ١٩٣٧ ، الأستاذ «محمد الفاسي» ، وهو من علماء القرويين ، ومن الذين استكملوا دراستهم في جامعة باريس ، مديرا للقرويين فأدخل العلوم العصرية واللغات الأجنبية في مناهج التعليم ، إلى جانب المواد الدينية ، كما أنشأ قسما خاصا بالقرويين لتعليم الفتيات ، وقد تخرجت فيه إلى الآن عشرات منهن يحملن شهادة «العالمية»!.
ويزدان تاريخ الحركة الوطنية في المغرب بأنصع الصفحات التي سجلها كفاح علماء القرويين وطلابها ضد القوى الاستعمارية ... ودورها في تحرير المغرب يماثل تماما دور الأزهر الشريف في ثورة سنة ١٩١٩ وما بعدها ...
وأصبحت اليوم تضم ألافا من الطلاب ، فضلا عن فروعها التي تتمثل في المعاهد الدينية المنتشرة في أنحاء المغرب ، سواء في «تطوان» أو «طنجة» أو «مراكش» أو منطقة «سوس».