لسد حاجات الناس في هذه البلاد الى الثقافة الإسلامية ، ويسير الأزهر في هذا الاتجاه بخطى حثيثة ، وأستطيع القول بأن الأزهر اليوم متصل بجميع الهيئات العلمية والإسلامية في أوروبا وأمريكا وآسيا ، وله مكتب ثقافي في لندن ، وآخر في الباكستان ، وثالث في الفلبين ، وهو يدرس اليوم مشروعات متعددة لإنشاء مكاتب أخرى في الولايات المتحدة والأرجنتين والملايو وأندونيسيا ، ولكنه على أية حال لم يحقق بعد كل ما يرجوه من التوسع في هذه الناحية لأنها تحتاج إلى المال والرجال :
٥ ـ العناية بالبعوث الإسلامية الوافدة الى الأزهر من كل بقاع الأرض وتعليمها وتثقيفا دينيا وعلميا ، ليكونوا هذاة لقومهم يرشدونهم إذا رجعوا إليهم ، ولا يدخر الأزهر وسعا في هذا السبيل ، فهو يشجع الطلاب الراغبين على الوفود ، كما يحض الهيئات الإسلامية والحكومات الإسلامية على إرسال أبنائها إلى الأزهر ، وهو يعد لهؤلاء الطلاب أماكن صحية للسكن ، ويمدهم بمعونة مادية تيسر لهم طلب العلم وتعينهم على الحياة في مصر. وفي الأزهر الآن ألفان من طلاب البعوث الإسلامية يمثلون كافة البلاد الإسلامية. وقد أعد لهم الأزهر دراسات خاصة تعينهم على معرفة اللغة العربية معرفة تؤهلهم للاندماج في سلك الدراسة مع إخوانهم المصريين. وقد بلغت البعوث الإسلامية اليوم حدا لم تبلغه في عصور الأزهر الذهبية في القرن الثامن الهجري حين سقطت بغداد وفر أبناء المسلمين إلى الأزهر بدينهم. فقد كان تعدادهم حينذاك كما روى المقريزي ٧٥٠ طالبا. وكان هذا يعتبر رقما قياسيا ، أما اليوم فهم يربون على الألفين ، والباب ما يزال مفتوحا على مصاريعه لتقبل كل من يريد العلم والتفقه فيه. فالأزهر لا يرد عن رحابة طالب علم.
٦ ـ إعداد بيئة من العلماء النابغين في علوم الدين إعدادا يؤهلهم لنشر الدعوة الإسلامية والثقافة الإسلامية في البلاد التي تتكلم باللغات الأجنبية بتمكينهم من الدراسة في الجامعات الأوروبية ، ليتصلوا بالحياة العقلية في