الغرب ، ويجيدوا اللغات الأجنبية كتابة وخطابة ، ويكونوا مزاجا جديدا من الدراسة يلائم ، حاجة العصر ، ويسد حاجات البلاد الإسلامية الناطقة باللغات الأجنبية الى مدرسين وأساتذة. وقد أدرك الأزهر قيمة هذا العمل العظيم فأرسل بعثة مكونة من عشرة من خيرة أبنائه إلى بريطانيا ليدرسوا في جامعاتها ، وما يزال الأزهر في حاجة إلى المزيد من هذه البعثات ليكثر بين أساتذته ومدرسيه من يجمعون بين الثقافتين الأزهرية والغربية ، ليكونوا في المستقبل القريب نواة لهيئة التدريس الجامعية.
٧ ـ يتجه الأزهر منذ سنوات إلى التخلص من الكتب التقليدية القديمة في الدراسة ، وتشجيع الأساتذة على تأليف كتب جديدة تتناسب مع العصر الحديث في حسن العرض والتبويب ، ليسهل على الناس الاطلاع عليها ، لأن الكتب القديمة على وضعها الحالي كتب معقدة لها طريقة خاصة في التأليف لا يفهمها إلا من مارسها ومرن على فهمها ... وقد بدأ الأزهريون يكتبون ويؤلفون ، ولكنهم لم يحققوا بعد الآمال المعقودة عليهم ، إذ لا يزال في أعناقهم للعالم الإسلامي وأبناء هذا الجيل دين يجب أن يوفوه : هو تبسيط الحقائق العلمية وتقريبها إلى الأذهان ، وتشويق الناس للاطلاع على ما في الدين الإسلامي والتشريع الإسلامي من كنوز في المعرفة.
٨ ـ يدرس الأزهر الآن الفقه الإسلامي دراسة خالية من التعصب لمذهب بعينه ، بل ويدرس المقارنات بين المذاهب ، وقد أتاحت هذه الروح التي تسود الأزهر الآن النظر في الأحكام الاجتهادية لجعلها ملائمة للعصر والعرف وتطور الأمم والشعوب ، واستنباط الأحكام التي تتمشى مع سير الزمن. وقد أصبح بفضل هذه الروح في الأزهر جماعة من أفاضل العلماء تعمل على تزويد رجال التشريع بالأحكام الاجتهادية من كافة الأئمة غير مقيدين بمذهب بعينه أو إمام بعينه. وقد صدرت القوانين الأخيرة في أحكام الوقف والوصية بعد دراسة حرة لجميع الآراء ، وأخذت الأحكام من جميع المذاهب ومن آراء الأئمة والمجتهدين بما يلائم مصلحة الأئمة ويسد