فلم تكن «أوكسفورد» في البداية ، إلا مكانا يلتقي فيه بعض العارفين ، ببعض الراغبين في المعرفة ثم تطورت إلى جامعة لعلوم اللاهوت ، تنقسم إلى أروقة لكل رواق «ماستر» أو «شيخ الرواق» ، كما كان الحال في الأزهر ، ويسكن فيها الطلبة الذين كان سنهم لا يزيد على ١٣ سنة عند الالتحاق .. وقد استمر نظام الأروقة حتى القرن الخامس عشر ..
ولكن الكليات كانت قد ظهرت منذ أواسط القرن ال ١٣ بينما استمر نظام الأروقة في الأزهر إلى القرن العشرين.
وكان لكل رواق شيخ .. يضم الرواق أبناء جهة واحدة ، فهناك رواق للمغاربة ورواق للشوام ، وآخر للصعايدة .. وكان لكل رواق جراية (أي راتب) خاصة ، يوقفها عليه الأمراء والأغنياء ، ونفس النظام في «أوكسفورد» ..
وكانت الجراية في الأزهر تدفع خبزا ، وهي درجات : رغيفان للطالب المنتسب ، والذي يتحقق انتسابه بحصوله على خزانة يضع فيها كتبه ، وانتسابه إلى رواق ينام فيه ، وجراية «أوتوزبير» (اسم مملوك) وهي أربعة أرغفة لا تعطى إلا لمن يجتاز امتحانا خاصا .. وجراية زينب هانم خمسة وعشرون رغيفا .. وتعطى للعلماء .. وكانت هناك جرايات نقدية بعضها يصل إلى ثلاثمائة جنيه في السنة ، وأبطل الجراية الشيخ المراغي ..
وهذه الوقفيات ، مكنت الأساتذة من التفرغ للعلم ، والعيش مع الطلبة .. وكانت الدراسة حرة على أحدث النظم الجامعية الحالية ، أو بمعنى أصح ، كما نقلت النظم الجامعية المعاصرة عن الأزهر ..
فالأستاذ ذو الكرسي .. أو بتعبير العصر القديم : «من له عامود في الأزهر» هو الذي امتحنته لجنة من العلماء .. وأجازت له حق التدريس ، ويتم الامتحان علنا أمام جمهور من الطلبة ، وعلى يد لجنة من شيوخه .. فإذا جاز الطالب الامتحان سمح له بأن يضع مقعدا بجوار أحد أعمدة