اتخذوا شيوخ الأزهر صنائع للدعاية لهم ، ولكن الذي جنى ثمرة ذلك هو محمد علي لا الفرنسيون. ثم ذكر أن الأزهر أدى رسالته العلمية في القرن التاسع عشر أداء مناسبا ، وكانت زعامة الأدب العربي في الكتابة والخطابة إلى ابن من أبنائه هو محمد عبده ، ثم سعد زغلول .. ولكن الأزهر لم يظفر بأن ينال من زعامة الشعر شيئا .. وقد رفض الأزهر ما طلبه منه الخديوي إسماعيل من تشريع قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية لتكون قوانين للمحاكم الأهلية ، فرجع الخديوي وحكومته الى القوانين الفرنسية تأخذ منها ما تشاء ، وبذلك تحمل الأزهر هذا الإثم الشديد ، ولكنه عاد فقدم للمحاكم الشرعية قوانين وقضاة.
وفي قوانين الأزهر الأخيرة ما يرشد إلى رسالة الأزهر ، فهو المعهد الديني العلمي الإسلامي الأكبر ، والغرض منه القيام على حفظ الشريعة الإسلامية الغراء وأصولها وفروعها واللغة العربية ، وعلى نشرها تخريج من يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة ويلون وظائف الدولة الشرعية .. واستطرد من ذلك إلى أن الأزهر أمامه طريق شائك وليل مظلم ، وأنه لا يستطيع بحالته أن يسير لأداء رسالته ، وطلب أن يرتفع الأزهر بأئمته وعلمائه ومفتيه ، وأن يجتهد الأزهر فيصلح ما فسد فيه ، ويسير لأداء رسالته الصحيحة ، رسالة الهدى والإصلاح.
ـ ١٢ ـ
وفي عام ١٩٣٦ أعلن علي ماهر عن عدة مسابقات تمنح الحكومة فيها مكافات سخية للفائزين ، وكان من موضوعات هذه المسابقة «رسالة الأزهر في القرن العشرين» وقد فاز بالجائزة الأولى فيها الأستاذ أحمد خاكي. وقد ذهب هذا الباحث فيما ذهب إليه إلى أن تاريخ الأزهر يتصل اتصالا وثيقا بالحركات الفكرية التي قامت في مصر منذ السنة التي أنشيء فيها ، ويتمثل فيه من ناحية أخرى مبادىء الإسلام وما كان لها من سلطان ، لأن الأزهر