جمادي الأولى سنة ٣٥٩ ه ـ ٩٧٠ م ، ويذكر بعض المؤرخين أنه شرع في بنائه في يوم السبت الرابع من شهر رمضان في العام نفسه. وقد كمل بناؤه لسبع خلون من شهر رمضان سنة ٣٦١ ه ـ ٢٢ يونيو سنة ٩٧٢ م ، وكان الغرض من إنشائه أن يكون رمزا للسيادة الروحية للدولة الفاطمية ـ ومنبرا للدعوة التي حملتها هذه الدولة الجديدة إلى مصر.
وقد أطلق على هذا المسجد اسم الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون ، أو لأنه كان يحيط به قصور فخمة تسمى بالقصور الزهراء ، أو لأنه كان يظن أن هذا الجامع أكثر الجوامع فخامة ورواء ، أو للتفاؤل بأنه سيكون أعظم المساجد ضياء ونورا .. وقد احتفل بافتتاحه في أول جمعة من رمضان عام ٣٦١ ه.
وأصبح هذا الجامع مسجد الدولة الرسمي ، وقد حرص وزير المعز يعقوب بن كلس على أن يقيم حفلة علمية في الأزهر ، حيث كان يقرأ على الناس في مجلس خاص يوم الجمعة مصنفاته في الفقه الفاطمي ، كما كان يجتمع يوم الثلاثاء بالفقهاء وجماعة لمتكلمين وأهل الجدل ، وحرص الخليفة كذلك على تكليف كبار العلماء بإقامة حلقات علمية في أروقة الأزهر لتدريس الفقه الفاطمي ، وكان يمنحهم مرتبات شهرية. ولهذا صار الأزهر جامعة علمية ، وظهر ذلك جليا حينما بدأت حلقاته تتحول إلى دراسة جامعية علمية مستقرة. وذلك عام ٣٧٨ ه ـ ٩٨٨ م حينما استأذن ابن كلس الخليفة العزيز بالله في أن يعين بالأزهر جماعة من الفقهاء للقراءة والدرس في كل جمعة من بعد الصلاة حتى العصر ، وكان عددهم ٣٧ فقيها.
وفي عام ٣٨٠ ه رتب المتصدون لقراءة العلم بالأزهر ... وبذلك صار الأزهر معهدا جامعيا للعلم والتعليم والدراسة. ومن هذا التاريخ يبدأ الأزهر حياته العلمية الجامعية الصحيحة.
وقد استمرت الحركة العلمية والدينية في الأزهر قوية مزدهرة في عهد