المجتمع ، إلى غير ذلك من صميم رسالة الأزهر التي هي جزء لا يتجزأ من رسالة الإسلام ديننا الكريم.
ومن المؤسف حقا أن تكون القوانين في الأزهر رجعية عتيقة بالية إلى الحد الذي يحول بين الكثير من الشباب والتعليم الديني ، وأن تهمل أمور الشباب فيه إهمالا خطيرا فلا يلقون رعاية ولا توجيها خارج حجرات الدراسة. ولا يتمتعون برحلات علمية منظمة ، ولا بنواد رياضية صغيرة أو كبيرة ، ولا باتحاد منظم يرعى شئونهم إلى غير ذلك من شتى ألوان التقصير الذي نشكو منه ونطالب بتلافيه.
ويحضرني هنا رأي قديم للمرحوم مصطفى صادق الرافعي ، إذ قال : إنه لا ضير على الأزهر أن تعاونه الشعوب والحكومات الإسلامية بالمال والنفقة الواسعة ؛ ليسير قدما نحو أداء رسالته كاملة غير منقوصة في خدمة الشعوب العربية والإسلامية ، وإنه لا ضير عليه كذلك من منح ألقاب علمية للمفكرين المسلمين في كل مكان ، فإن في ذلك زيادة لنفوذه الديني والروحي في شتى أنحاء العالم الإسلامي.
وبعد فلقد اجتمعت كلمة مصر والأزهريين على النهوض بهذا المعهد العتيق ، ورفعه إلى الأمام بيد قوية وعقل فتي ، وروح وثاب ، ونحن لا ننسى موقف الثورة منا ؛ ورعايتها للأزهر وسط المحن والشدائد والدعوات الإلحادية السافرة ، فلقادة الثورة وأبطالها الشكر والتقدير على تصريحاتهم القوية النبيلة التي أعزوا بها من شأن الأزهر ، ودافعوا فيها عن حضارة الإسلام ومعهده العتيق.
ومنذ اليوم سيساند الأزهر الثورة وتساند الثورة الأزهر لخلق مصر الناهضة الحرة الأبية ، ولإعزاز الدين والإسلام والوطن.