على غرار ما نراه من المعاهد الأجنبية التي تنشئها الدول الغربية بين ظهرانينا ونعتقد أن مثل هذا العمل يستدعي إنشاء معهد خاص للغات الأجنبية في الأزهر نفسه يدرس فيه العلماء والطلاب تلك اللغات بتوسيع وتعمق في وسط ازهري يكفل لهم تغلغل الروح الأزهرية العالية في نفوسهم.
ـ ١٤ ـ
وفي عام ١٩٥٢ نشر الأستاذ أمين الخولي في جريدة المصري مقالات متعددة عن «الدين والحياة» عرض فيها للأزهر بالتحليل والنقد ، وندد بحيرته في أداء رسالته ، فقال في المقال الأول الذي نشره له المصري في ٢٨ من أبريل من هذا العام :
هل أدى الأزهر رسالته ، بما هو بيئة التربية الدينية والتوجيه الديني؟ أن ذلك ليقتضيني أن أرجع بالذاكرة إلى ما قبل اثنين وأربعين عاما ، إذ أعود إلى عهد من النشاط دخلت فيه «مدرسة القضاء الشرعي ، لا تلقي تلك التجربة ، السياسية والعلمية ، والاجتماعية ، التي أرادتها مدرسة الإصلاح الديني الحديث ، من شيعة «محمد عبده» وعلى رأسهم ، سعد زغلول باشا ، فأرادوا في السياسة تجربة استقلالية مصرية ، في معهد لا تمتد إليه يد أجنبية ويتولى أمر نفسه ، في استقلال إداري وثقافي ، لا صلة له بوزارة المعارف ، ومستشارها العتيد إذ ذاك كما أرادوا تجربة علمية تلتقي فيها الثقافتان : القديمة والحديثة ، والشرقية والغربية ، إلتقاء معتدلا رزينا ، لا تجوز فيه واحدة على صاحبتها ، ولا تنكر واحدة منهما أختها .. وأرادوا مع ذلك كله تجربة اجتماعية ، في الإصلاح بالقدوة والمثل ، يشهدهما المجتمع ، فيرى مبصر ، ويسمع واع .. فعانيت في دار تلك التجربة ما عانيت أعواما .. دارسا ومدرسا ، ورئيس تحرير مجلة القضاء الشرعي ، أعود بالذاكرة إلى سنة ١٣٤٢ ه ـ ١٩٢٣ م ـ حين انطلقت أرقب الحياة الدينية ، والتعليم الديني في أوروبا ، وأرصد شئونها ، لأقيد نتائج مقابلة