وتحمل هذه الإجازة هذا الامضاء : «الفقير إبراهيم الباجوري ـ خادم العلم.
ومع هذه الوثيقة صورة أخرى لرجاء أساتذته : الشيخ الملط والشيخ البدري والشيخ علي محمد المرفوع إلى شيخ الجامع الأزهر لإعطاء «ولده الفقير خفاجي بن الجوهري خفاجي من أهالي ناحية تلبانة بولاية الدقهلية تذكرة أسوة بأمثاله بإكرامه وعدم المعارضة له بطريق ما وإجازته بكل ما أفتى وما فعل ، والعهدة علينا في ذلك».
ويلي ذلك إجازة شيخ الأزهر له ومنها : «انتظم المذكور في سلك العلماء وأخذ عن الشيوخ الموجودين في هذا العصر بعضا من العلوم ؛ ودأب في التحصيل فمنح دقائق الفهوم ، فأجازه أشياخه بما أخذ عنهم تلقاه منهم ، ولما أراد الرجوع إلى وطنه التمس إجازته بما تجوز له روايته وتنسب له عن أشياخه درايته ، فسارعت لسؤاله ، وبادرت لتحقيق آماله ، فأجزته بما تجوز لي روايته من منقول ومعقول وما تنصرف إليه همم أرباب العقول ، وعليه العمل بتقوى الله وأن لا ينساني من دعواته الخ».
وعاد الفتى الشاب العالم من القاهرة يحمل معه إجازته العلمية واستقر أخيرا في قريته.
لا نعلم في أي تاريخ عاد من مصر إلى تلبانة ولكنه على كل حال عاش في البلدة ضجرا ملولا كارها لجوها وللحياة فيها ، يقول في مقامته :
فرجعت إلى بلدي فلم أجد بها أحد يحسن قراءة الفاتحة ، وصرت فيهم غريب الفضل منفردا كبيت حسان في ديوان سحنون ، وما زلت معتكفا في حرم المطالعة من كتاب قديم إلى كتاب جديد ، حتى جذبتني حاجة الحياة إلى مخالطة الجهال الأغمار.
وأخذ يطالع ويدرس ويؤلف وينظم الشعر ، ويتصل برجال إقليم