الزام بكل خير ، والنهي عن المنكر تجنيب لكل شر ، وعمل الفرد فيه يفيد الناس جميعا. وإهمال الفرد له يضر الناس جميعا ومن هنا تكون تلك الآلاف المؤلفة بالأزهر ، إذا سلمت فطرتها ، وصحت عقيدتها ، مصدر قوة كبرى في الشعور بوحدة الجماعة ، ومبعث نشاط عامل للمعروف ، مانع من المنكر ، يتوارثون ذلك كابرا عن كابر ، ويقلد فيهم لاحق سابقا ، ويفتدى آخر بأول فهم جميعا يتنفسون في الجو الديني ، وهم إما معلمون يقررون هذه الأسس الدينية ، أو متعلمون يستمعون لهذا التقرير ، أو مديرون قوامون على توجيه هذه البيئة نحو غايتها ، والإشراف على خطوات سيرها إلى تلك الغاية ..
وقد رد على الأستاذ أمين الخولي وآرائه الأستاذ الكبير الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء في سلسلة طويلة من المقالات الممتعة ، كما رد عليه الأستاذ الشيخ محمد الشربيني عضو الجماعة ورئيس جبهة علماء الأزهر في مقالة واحدة.
ويقول الأستاذ الجليل الشيخ محمد كامل حسن وكيل كلية اللغة العربية معبرا عن رأية في رسالة الأزهر :
رسالة الأزهر هي رسالة نبي الإسلام وإنما ينجح العلماء في أداء هذه الرسالة بما نجح به نبي الإسلام على عاملين لا ينفك أحدهما عن الآخر عامل البيان وعامل السلطان فقد بدأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه الدعوة إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يزل يتنقل بالعقول التي خضعت للوثنية ، ويذلل لها طريق الهداية إلى المبادىء الإسلامية ويوجهها إلى النظر في الآفاق والاعتبار بالآيات ويتعدها بالأدلة المقنعة في أسلوب الحكيم الماهر حتى استطاع بحكمته السامية وحجته الباهرة أن يقنع الناس بصدق الوحدانية وأن يبين لهم أمر دينهم ودنياهم معا ، حتى وضح لهم ما أحل الله لهم وما حرم عليهم ودخلوا في دين الله أفواجا عن بينة واختيار (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ). ومن طريق هذا البيان أصبح