والمسلمين ، ولقد زال دعاة الطائفية المذهبية ، وبقيت للأزهر عربيته وإسلاميته. ثم ذكر فضيلته أن الناس يرون في الأزهري أنه رجل الدين ، وأن واجبه أن يقول للمخطىء : أخطأت. مهما كان شأن هذا المخطىء ، وأن يغار على حرمات الله ، ولكن الواجب على المجتمع أن يمكنه من ذلك. وذكر : أن البرلمانات في الدول الحديثة تعطي حصانة للنائب تمنع عنه الأذى ، فإذا أريد لرجل الدين ذلك كان من واجب المجتمع أن يضمن له حصانة حتى يأمن على نفسه وأهله وكرامته.
وإذا كنا نغار على الأزهر أشد الغيرة ، ونذود عنه سهام الكائدين له فإننا في الوقت نفسه نذكر ما على أبنائه من واجبات ضخام ومسئوليات جسام ، فما كان لهم أن يرضوا بموروث الذكر الحكيم ولا يمنوا أنفسهم بمقام كريم ما لم يؤدوا لذلك حقه ، فعليهم أن يحسنوا القوامة ، وأن يبرهنوا قولا وعملا على أنهم أهل لذلك ، وإلا مكنوا غيرهم من مهاجمتهم ، وأن يتقولوا عليهم بالحق والباطل.
واختتم فضيلته حديثه بقوله : فليحذر الأزهريون زائد الثناء ، وليتذكروا دائما أن بقاءهم في الحياة لا يكون إلا بأداء الواجب. وليحذر أعداء الأزهر لعنة التاريخ ونقمة الجبار ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ثم تحدث فضيلة الأستاذ الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد عميد كلية اللغة العربية عن «الأزهر والعالم الإسلامي» فقال : إن صلة الأزهر بالعالم الإسلامي بدأت منذ بدأ الأزهر ، واستمرت في كل طور من أطوار تاريخه. الأزهر ذلك المعهد العتيد دارت الأزمان المتطاولة وعلوم الأمم المختلفة ما هو في أقصى الشرق وما هو في أقصى الغرب. الأزهر هو ذلك المعهد الخالد الباقي وإن رغمت أنوف وعفرت جباه. ثم ذكر فضيلته أن المسلمين كانوا يعيشون بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون ، ويتهذبون حتى