ليسعد الناس بالإسلام رغم أنوفهم (والمرء يثاب رغم أنفه).
ثم قال : لقد علق أحد الغيورين على ذلك بقوله : إذا كانت للعلماء قوة التأثير فهم ليسوا بحاجة إلى القوة. وجوابي أن ذلك ممكن لقوم يريدون معرفة الحق ، ولكن قوما عاندوا لا بد لهم من القوة فقد عميت بصائرهم. وليس العلماء مهما بلغوا من قوة التأثير بمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك احتاج الرسول إلى الجهاد ليخرج به المعاندين إلى حكم الإسلام. وقال فضيلته : وأخيرا أعود فأقول : هل أدى الأزهر رسالته؟ الحق أن الأزهريين أدوا نصف رسالتهم التي تتعلق بالبيان ، وعجزوا عن النصف الآخر ، وهو العمل. ثم ذكر أن المسئول عن ذلك هو الاستعمار فإنه وضع العقبات في طريق الأزهر ، وأيضا القوانين التي تحمي الخارجين على الدين.
واختتم فضيلته كلمته بقوله : لا بد من العلاج لنؤدي النصف الآخر ، وإن من حق الأزهر أن يتطلع إلى رجال الثورة في مد يد المساعدة على ذلك ، ويوم أن يتم يكون العلماء كالماء يساق إلى الأرض الجرز فينبتها ويخرج ثمراتها يانعة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ثم تكلم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي فشرح كلمتي «المجتمع» و «الأزهر» فذكر أن المجتمع يطلق على الأسرة والقبيلة والشعب والأمة والعالم ، وأن كلمة «الأزهر» كانت تطلق على الجامع ثم أطلقت على المعهد ثم على الجامعة العلمية ثم على الجامعة العلمية الإسلامية. وقال فضيلته : فهل هذا التطور في كلمتي الأزهر والمجتمع له تطور في التلازم بينهما؟ أرى أن كلمة الأزهر تعني كلمة الإسلام ، فالصلة بين الأزهر والمجتمع هي الصلة بينهما ـ الإسلام والمجتمع ـ ثم تساءل : هل يؤخذ على الأزهر ما يقع في المجتمع من الرقص التوقيعي والأغاني الخسيسة التي تغزو قلوب الشبان والشابات؟ هل يؤخذ عليه الحملات التي توجد في الصحف من صور عارية وقصص مثيرة؟ ليس الأزهر من القوة