ويقول المؤرخون : إن الأزهر ولد لحاجة سياسية وهي الطائفية ، وأعتقد غير هذا. وهبوا أنهم كذلك! فهل قصدوا من إيجاده أن يستأثروا به دون غيرهم ، وأن يستخدموه للقضاء على المذاهب الأخرى؟ هم شيعة ولا شك أنهم مسلمون على أية حال لاشتراكهم معنا في الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا ـ وإن الختلف مذهبهم الفقهي عنا أقول : إن مصر دخلها الإسلام سنة ٢٠ هجرية ، وقبل دخوله كانت مسيحية ، وقبلها كانت يهودية أفلا يجوز في نظر العقل أن يكون قصدهم اكتساح اليهودية والنصرانية بإقامة الأزهر؟. تأكدوا أن الأزهر لو كان موجودا لفكرة خبيثة لفني بفنائهم .. ولكنه بقي وبقي وسيظل بإذن الله باقيا .. ثم بين فضيلته أن الأزهر بقي على رسالته العلمية مع تطوره بتطور الزمن وأنه لم تبعث نهضة وطنية إلا والأزهر باعثها ومتعهدها. وان الأزهر له مكانته العلمية في جميع البلاد ، وما زالت الفتوى ترد إليه من جميع الأقطار لأنه قبلتهم الثانية وأن الأزهر يرسل علماءه إلى البلاد حسب إمكاناته. ثم قال : هم يظلمون الأزهر بقولهم إنه جامد لا يجدد.
وقال فضيلته : إنه لا بد وأن يكون للأزهر أعداء وخصوم لأن هذا شأن كل عظيم ثم اختتم كلمته بقوله : أعلن أن الأزهر كما أنه في ماضيه وأمام العقبات الوكداء لم يتخلف ولم يغلق أبوابه ، ولم يسرح علماءه هو في حاضره كذلك ، وسيظل فاتحا بابه ناشرا كتابه معلما أبناءه.
ثم تحدث فضيلة الأستاذ الشيخ كامل محمد حسن وكيل كلية اللغة العربية فبين أن رسالة الأزهر هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن علماء الأزهر لا ينجحون في دعوتهم إلا إذا سلكوا مسلك صاحب الدعوة ، وبين أن هذا المسلك ينحصر في شيئين : الأول : البيان للناس وتعليمهم أمور الدين. والثاني : القوة. وبين فضيلته : أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالعامل الأول فكشف الحجب ، وطهر العقيدة حتى آمن الناس عن رغبة ، ولما تخلف عن ذلك قوم حقدا لا عن جهل ، وحسدا لا عن عقيدة ؛ أعطاه الله العامل الثاني