خامسا : من واجب الأزهر أن يسارع إلى الأخذ بأسباب الإصلاح الجدي الصحيح حتى يستقيم الركب الأزهري على الطريق الموصل إلى تحقيق رسالته الإسلامية والعربية والقومية.
سادسا : يأمل الأزهر من الدولة أن تفسح أمام الأزهريين مجال العمل في المدارس وفي القضاء وفي الإذاعة وفي كل مجتمع يحتاج إلى دعاة ومرشدين.
رسالة الأزهر في النصف الثاني من القرن العشرين
ـ ١ ـ
هذا المعهد العريق ، والبيت العتيق ، والمنارة الشماء ، لم يعد لمصر وحدها ، ولا للعرب فحسب ، وإنما صار مجدا للعالم الإسلامي كافة ، وأصبح بعد ذلك كله خير مظهر للإسلام ، شريعة الله المنزلة على رسوله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ، والتي كان كتابها المطهر هو القرآن الكريم ..
ومصر في انتفاضتها الحاضرة ، ووثبتها الراهنة ، ونهضتها الباهرة ، وفي زعامتها العالم العربي ، وفي قيادتها الروحية للعالم الإسلامي وفي حملها لواء القومية العربية المجيدة ، مصر هذه مدينة للأزهر بديون كثيرة في ماضيها وحاضرها ، وهي مع ذلك كله ـ في ظلال ثورتها الكبرى ـ محتاجة إليه أشد الاحتياج ، لتوطيد منزلتها في العالمين العربي والإسلامي ، وليسهم معها في نشر الثقافة ورسالة الإسلام في ربوع أفريقيا وآسيا ، وليكون الدعامة الأولى للقومية العربية ، ولقيادة مصر الثقافية والروحية لشعوب العروبة والإسلام.
وعند ما نفكر في رسالة الأزهر في النصف الثاني من القرن العشرين ،