وقد أثار الكتاب ضجة كبرى في محيط الأحزاب والشعب ورجال الأزهر ، فجمع شيخ الأزهر الشيخ أبو الفضل الجيزاوي هيئة كبار العلماء وقررت أن ما في الكتاب من آراء هي كفر وإلحاد وخروج على الدين ، كما قررت استدعاء الشيخ علي عبد الرازق ـ باعتباره من العلماء لمحاكمته ، عن تهم سبع وجهتها إليه ، وانعقدت الجلسة في ٥ أغسطس سنة ١٩٢٥. وجلس العلماء على مائدة كبيرة ، واستدعى الشيخ علي عبد الرازق ، فدخل الحجرة ، وأشار إليه شيخ الأزهر بالجلوس.
ودفع المؤلف دفعا فرعيا ، هو أنه لا يعتبر نفسه أمام هيئة تأديبية وطلب من الهيئة أن لا تعتبر حضوره أمامها اعترافا منه بأن لها حقا قانونيا في محاكمته.
وفي ٢٥ أغسطس ، أصدرت هيئة العلماء حكمها ، «بتجريد الشيخ علي عبد الرازق من العالمية ، لأنه أتى بأمور تخالف الدين والقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة!. وقد تساءلت «الأخبار» عن موقف عبد العزيز فهمي وحزبه بعد أن أحرجته جريدته بدفاعها عن الكتاب. وأما «السياسة» فقد نشرت كلمة الشيخ علي عبد الرازق يقول فيها : «لا جرم أننا تقبلنا مسرورين إخراجنا من زمرة العلماء ، وقلنا كما يقول القوم الذين إذا خلصوا من الأذى قالوا «الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا» .. ومن هذا اليوم ، هجر علي عبد الرازق ملابس الشيوخ ، وأصبح «أفنديا»! ..
أيه أيها الطريد من الأزهر ، تعالى إلى نتحدث عن هذه القصة المضحكة ، قصة كتابك والحكم عليه وعليك وطردك من الأزهر. ما بال رجال الأزهر لم يقضوا على كتابك بالتمزيق ، فقد كان يلذ لنا أن نرى نسخه في صحن الأزهر أو أمام «باب المزينين» أو في ناحية من هذه الأنحاء التي لا يأتيها الباطل ولا يصل إليها المنكر ، ولا يسعى إليها إلا الأخيار والأبرار