قداسة النبيين والصديقين ، يروج الوزير لمشروعه الخطير بأنه سيكون له أثر حسن جدا من ناحيتين ذكرهما! فأما عن الناحية الأولى فقد قدمنا ما سيكون من النظارة عند ما يعرض عليهم هذا الفيلم وذكرنا ما ينجم عنه من خطر على عقيدتهم ودينهم.
وإذا كنا نئن ونتوجع مما تأتيه الجماهير من الآهات المكررة والأصوات المنكرة حين سماعها للقرآن وهو الذي تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله فتراهم حين يسمعون القرآن من قارىء متكسر في تلاوته يصيحون ويكثرون من التأوه بالنغمة واستحسانا للوحدة ذاهلين عن معاني الآيات التي تقرع أسماعهم فلا تخشع لها جوارحهم أو تلين قلوبهم ـ فكيف يكون الحال عند ما يشاهدون أبطال المسلمين ونبي الإسلام في ثياب بالية مهلهلة وفي هيئة تنبو عنها أبصارهم وتنفر منها أذواقهم ، وهل يبقى لواحد من هؤلاء الدهماء دينه ، أو يثبت معه أيمانه ويقينه عند ما يهجم على قلبه الاشمئزاز والنفور من تلك الهيئة البدوية والصورة العربية الوحشية التي ينكرها ذوقه ويشمئز منها حسه. أيظن معالي الدكتور أن يكون الدهماء فلاسفة عند ما يشاهدون السيناريو الذي يعده معاليه لهم فتقتحم أبصارهم تلك الصور وتتخطى ما يحيط بها من الأستار ويطفرون بعقولهم ويشبون بأفكارهم إلى ما وراء هذه الصور الشوهاء الملخبطة فيدركون ما تخفي ورائها من المعاني والأسرار.
أما الناحية الثانية التي يروج بها الدكتور لمشروعه وهي الناحية الفنية ونهوض صاحبه بها وتقدمه فإنا نتمنى لصاحبه ما يتمناه هو له من النبوغ والتقدم ، وأن يكون في فنه من العبقريين على أن لا يجري ريشته في رءوس المسلمين.
أما بعد فإن عهدي بالدكتور طه حسين أنه من أولئك الرجال الذين لا يستفتون غيرهم وإنما يستفتون قلوبهم وإن أفتاهم المفتون لا يدفعه إلى أمر