الإسلامية على مختلف أقطارها وأجناسها ، وعلى كل مسلم أن يساهم فيه إذا استطاع إلى ذلك سبيلا ، وأن نرجو الله سبحانه أن يوفق العلماء وطلاب العلم إلى الإخلاص في ذلك إخلاصا لله ولرسوله وللمؤمنين وللدين الحق الذي وعد الله أن يظهره على الدين كله ، وجعله هداية عامة لجميع البشر .. ونصيحة أقدمها إلى العلماء وطلاب العلم في الأزهر راجيا تدبرها ، وهي احترام حرية الرأي ، والتحرج من الاتهام بالزندقة والكفر ، ولا نطالب بشيء يعد بدعة ، ولا نحدث في الدين حدثا بهذه النصيحة ، فهي موافقة للقواعد التي وضعها سلف الأمة رضى الله عنهم. وترونها مبسوطة واضحة في كتب الأصول وفي جميع كتب الإمام الغزالي ، وحاصلها ـ على ما أذكر ـ أن المسائل الفقهية يكفر منكر الضروري منها كالصلاة والزكاة وحرمة الزنا وشرب الخمر وقتل النفس والربا ، أما إنكار أن الإجماع حجة ، وخبر الواحد حجة ، والقياس حجة ، فلا يوجب الكفر ، وما عدا ذلك من المسائل الفقهية لا إثم في إنكاره مطلقا ، على شرط أن يكون الإنكار غير مصادم لنص أو إجماع.
على هذا أجمع الصحابة رضي الله عنهم ، وأجمع عليه الأئمة ، ولم يعرف أن بعضهم أثم بعضا ، وعلى الجملة فما دام المسلم في دائرة القرآن لا يكذب شيئا منه ، ولا يكذب ما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم بطريق قاطعة ، فهو مسلم لا يحل لأحد أن يتهمه بالكفر .. عرضنا لهذه النصيحة لأنها تسهل على أهل الأزهر معاشرة الناس ، والعمل بها يمّكن من نشر الدعوة ومن الجدل بطرقه المقبولة ، والعمل على خلافها منفر يحدث الشقاق ويورث العداوة.
وإذا كانت مهمة الأزهر حمل رسالة الإسلام للعالم ، فمن أول واجب على أهله أن يعدوا أنفسهم لتعلم اللغات ، لغات الأمم الإسلامية وغير الأمم الإسلامية ، والله لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه ليبين لهم ، فليحقق الأزهر القدوة ، وليرسل إلى الناس رسلا يفقهونهم في دينهم بلسانهم .. وقد عنى