ومنهم الإمام الصالح العالم العابد الورع الخاشع فريد دهره ووحيد عصره ، كمال الدين عبد الله الغاري ، بالغين المعجم والراء ، نسبة إلى غار كان يسكنه خارج دهلي بمقربة من زاوية الشيخ نظام الدين البذاوني ، زرته بهذا الغار ثلاث مرات (١٠١).
كرامة له
كان لي غلام فأبق مني ، وألفيته بيد رجل من الترك ، فذهبت إلى انتزاعه من يده فقال لي الشيخ : إن هذا الغلام لا يصلح لك فلا تأخذه ، وكان التركي راغبا في المصالحة فصالحته بمائة دينار أخذتها منه وتركته له ، فلما كان بعد ستة أشهر قتل سيده وأتي به السلطان ، فأمر بتسليمه لأولاد سيده ، فقتلوه.
ولما شاهدت لهذا الشيخ هذه الكرامة ، انقطعت إليه ولازمته ، وتركت الدنيا ووهبت جميع ما كان عندي للفقراء والمساكين وأقمت عنده (١٠٢) مدة فكنت أراه يواصل عشرة أيام وعشرين يوما ، ويقوم أكثر الليل حتى بعث عني السلطان ونشبت في الدنيا ثانية ، والله تعالى يختم بالخير ، وسأذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى وبكيفية رجوعي إلى الدنيا (١٠١).
__________________
(١٠١) سيرد ذكر الغارى (٦٤٤ ـ ٥٤٤ iii).
(١٠٢) تراجع ص ٤٤٧ من الجزءiii.