وينصب في ذلك اليوم المبخرة العظمى وهي شبه برج من خالص الذهب منفصلة ، فإذا أرادوا اتصالها وصلوها ، وتحمل القطعة الواحدة منها جملة من الرجال ، وفي داخلها ثلاثة بيوت يدخل فيها المبخرون يوقدون العود القمارى ، (٢٩) والقاقلى (٣٠) ، والعنبر الأشهب والجاوي(٣١)، حتى يعم دخانها المشور كله!!
ويكون بأيدي الفتيان براميل الذهب والفضة مملوة بماء الورد وماء الزهر يصبونه على الناس صبا ، وهذا السرير وهذه المبخرة لا يخرجان إلا في العيدين خاصة ، ويجلس السلطان في بقية أيام العيد على سرير ذهب دون ذلك وتنصب باركة بعيدة (٣٢) ، لها ثلاثة أبواب يجلس السلطان في داخلها ويقف على الباب الأول منها عماد الملك سرتيز (٣٣) ، وعلى الباب الثاني الملك نكبية وعلى الباب الثالث يوسف بغرة ويقف عن اليمين أمراء المماليك السّلحدارية ، وعن اليسار كذلك ، ويقف الناس على مراتبهم وشحنة الباركة ملك طغي بيده عصا ذهب وبيد نائبه عصا فضة يرتبان الناس ويسويان الصفوف ، ويقف الوزير والكتاب خلفه ويقف الحجاب والنقباء ، ثم يأتي أهل الطرب فأولهم بنات ملوك الكفار من الهنود المسبيات في تلك السنة فيغنين ويرقصن ويهبهن السلطان للأمراء والأعزة! ثم يأتي بعدهن سائر بنات الكفار فيغنين و ١٦١١٥٩ ١٦١ ويهبهن لإخوانه وأقاربه وأصهاره وأبناء الملوك!
ويكون جلوس السلطان لذلك بعد العصر ، ثم يجلس في اليوم الذي بعده بعد العصر أيضا على ذلك الترتيب ، ويوتي بالمغنيات فيغنين ويرقصن ويهبهن الأمراء المماليك! وفي اليوم الثالث يزوج أقاربه وينعم عليهم ، وفي اليوم الرابع يعتق العبيد ، وفي اليوم الخامس يعتق الجواري وفي اليوم السادس يزوج العبيد بالجواري ، وفي اليوم السابع يعطي الصدقات ويكثر منها.
__________________
(٢٩) القماري نسبة إلى قمار يعني خمير : khmer (كامبوديا).
(٣٠) القاقلي نسبة إلى قاقلة في ماليزيا ، والمدينتان سيتحدث عنهما (٢٤٢ ـ ٠٤٢ iv) ومن المهم أن نذكر أن المغاربة يتناولون من البهارات ما يسمونه (قاع قلّه) محرّفا عن قاقلة : ما يسمى في المشرق : حبّ الهيل الذي يجعلونه في القهوة او بعض الطعام gibb : selections p.٦٧٢
(٣١) نسبة إلى جاوة أو سمطره ، حول اللّبان انظر ج ـ ٤١٢ ص ، ii ٠٤٢ ,٨٢٢ ,vi
(٣٢) يترجم گيب كلمة (بعيدة) بما يؤدي معنى عالية يعني ليتمكن المدعوون من رؤيته ...٧٦٣ ,iv.
(٣٣) اسم ذكر سالفا ٤٩ ,iii ـ كحاكم للسّند ثم كان بعد ذلك حاكما في إليشبّور ـ شحنة الباركة يعني قائد الخيمة ومتعهدها ويسمى ملك طغي ، وينعته مهدى حسن بالدّربار ـ ـ ـ durbar