أمر التتر حتى دخلوا حضرة الإسلام ودار الخلافة بغداد بالسيف وذبحوا الخليفة المستعصم بالله العباسي رحمهالله!
قال ابن جزي : أخبرنا شيخنا قاضي القضاة أبو البركات ابن الحاج (٤٢) أعزه الله قال سمعت الخطيب أبا عبد الله بن رشيد يقول : لقيت بمكة نور الدين بن الزجاج من علماء العراق ومعه ابن أخ له فتفاوضنا الحديث ، فقال لي : هلك في فتنة التتر بالعراق أربعة وعشرون ألف رجل من أهل العلم ، ولم يبق منهم غيري وغير ذلك ، وأشار إلى ابن أخيه!
رجع ، قال ونزلنا من بخارى بربضها المعروف بفتح أباد (٤٣) ، حيث قبر الشيخ العالم العابد الزاهد سيف الدين الباخرزي (٤٤) ، وكان من كبراء الأولياء وهذه الزاوية المنسوبة لهذا الشيخ حيث نزلنا عضيمة لها أوقاف ضخمة يطعم منها الوارد والصادر ، وشيخها من ذريته وهو الحاج السيّاح يحيى الباخرزي وأضافني هذا الشيخ بداره ، وجمع وجوه أهل المدينة وقرأ القراء بالأصوات الحسان ، ووعظ الواعظ ، وغنّوا بالتركي والفارسي على طريقة حسنة ، ومرت لنا هنالك ليلة بديعة من أعجب الليالي ولقيت بها الفقيه العالم الفاضل صدر الشريعة وكان قد قدم من هران وهو من الصلحاء الفضلاء (٤) ، وزرت ببخارى قبر الامام العالم أبى
__________________
(٤٢) أبو البركات ابن الحاج ، البلفيقي محمد بن ابراهيم من الشخصيات العلمية الدبلوماسية البارزة في التاريخ الأندلسي المغربي له ترجمة حافلة بالمزايا. نفح الطيب ج v ص ٤٧١ ـ الإحاطة ج ii ص ٣٤٣. (ج i ، ص ٢٠ تعليق ٣٤). هذا وان المعلومة التي ذكرها عن اجتياح بغداد وهلاك ٠٠٠ ، ٢٤ عالما معلومة لم نجد مثلها في المصادر التي تتحدث عن سقوط بغداد ـ رشيد الدين الهمداني : جامع الجوامع ١٩٦٠.
(٤٣) فتح أباد قرية تقع على مقربة من الباب الشرقي للمدينة ما تزال تحمل هذا الاسم.
(٤٤) هذا أبو المعالي سعيد ابن المطهر أحد الطلبة البارزين لنجم الدين الكبرا سالف الذكر ، (تعليق ١٧) ، والمتوفي عام ٦٥٩ ـ ١٢٦١ يظهر أنه هو الذي حمل سلطان (القبيلة الذهبية) على اعتناق الاسلام ، قبره موجود في الزاوية المذكورة وقد شيدت من لدن والدة الخانات الكبار مونكي mongke بالرغم من أنها كانت مسيحية ، القبر يوجد لحدّ الآن هناك ـ انظر دائرة المعارف الإسلامية : سيف الدّين بخرزي.
(٤٥) يظهر أن الأمر يتعلق بفخر الدين خيصار (khisar) الذي كان يحمل نعت الصدر ، وقد سمى قاضي هراة عام ٧١٤ ـ ٧١٥ ـ ١٣١٤ ـ ١٣١٥ وهو الذي ورد ذكره في كتاب تاريخ نامه ـ ١٩٤٤.