عبد الله البخاري مصنف الجامع الصحيح شيخ المسلمين رضياللهعنه مكتوب : هذا قبر محمد بن اسماعيل البخاري وقد صنّف من الكتب كذا وكذا (٤٦)
وكذلك على قبور علماء بخاري أسماؤهم وأسماء تصانيفهم وكنت قيّدت من ذلك كثيرا وضاع مني في جملة ما ضاع لي لما سلبني كفّار الهند في البحر!!
ثم سافرنا من بخاري قاصدين معسكر السلطان الصالح المعظم علاء الدين طرمشيرين ، وسنذكره ، فمررنا على نخشب (٤٧) البلدة التي ينسب إليها الشيخ أبو تراب النخشبي (٤٨) ، وهي صغيرة تحفّ بها البساتين والمياه ، ونزلنا بخارجها بدار لأميرها ، وكان عندي جارية قد قاربت الولادة ، وكنت أردت حملها إلى سمرقند لتلد بها فاتفق أنها كانت في المحمل فوضع المحمل على الجمل ، وسافر أصحابنا من الليل وهي معهم ، والزاد وغيره من أسبابي ، وأقمت أنا حتى ارتحل نهارا مع بعض من معي ، فسلكوا طريقا وسلكت طريقا سواها فوصلنا عشية النهار إلى محلة السلطان المذكور وقد جعنا ونزلنا على بعد من السوق واشترى بعض أصحابنا ما سدّ جوعتنا وأعارنا بعض التجار خباء بتنا به تلك الليلة.
ومضى أصحابنا من الغد في البحث عن الجمال وباقي الأصحاب فوجدوهم عشيا وجاءوا بهم وكان السلطان غائبا عن المحلة في الصيد فاجتمعت بنائبه الأمير تقبغا ، فأنزلني بقرب مسجده وأعطاني خرقة وهي شبه الخباء ، وقد ذكرنا صفتها في ما تقدم ، فجعلت
__________________
(٤٦) يوجد ضريح الإمام البخاري باجماع الذين ترجموا له في قرية خرتنك القريبة من سمرقند وهي تبعد عن بخارى بسبعة أيام على ذلك العهد على ما نقرأه في ابن فضلان ، وهكذا فقد حصل لابن بطوطة سهو واضح في تحديد موقع ضريح الامام البخاري ... وقد وقفنا على اللوحة الجديدة التي ركبت على قبره وهي تحمل تاريخ «سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية» ونقول : الجديدة لأن اللوحة القديمة التي تحدث عنها ابن بطوطة كانت تحمل اسم الإمام البخاري كما تحمل أسماء تتآليفه الأخرى غير الجامع الصحيح ...
(٤٧) نخشب أو نسف التي ينتسب إليها المفسر الشهير ، وتقع على بعد ١٠٠ كلم جنوب شرقي بخارى على المحطّة الرئيسية في الطريق القديم الذاهب إلى ترمذ وبلخ ، وقد سميت كارشي (qarshi) التي تعنى بالمغولية قصر أخذا من القصر الذي بناه كبكخان الذي عوضه ترمشيرين ، كانت قد اختيرت منذ أيام جنكيز خان كما قلنا عام ٦١٧ ـ ١٢٢٠ لتكون محل إقامته في الصيف ، وقد شيّد بها السلاطين من آل چغتاي كبك (kebek) ١٣١٨ ـ ١٣٢٦. وگارگان ٧٤٤ ـ ٧٤٧ ـ ١٣٤٣ ـ ١٣٤٦ عددا من القصور ...
(٤٨) النخشبي أو (النسفى) أبو تراب عسكر بن الحسين أحد المتصوفة القدامى الذين يناصرون الطريقة الخراسانية يذكر أنه حج أربعين مرة ، وقد أدركه أجله عام ٢٤٥ ـ ٨٥٩ وهو في طريقه إلى مكة.
الأصفهاني : حلية الأولياء القاهرة ١٩٣٨ ج ١٢ ص ٤٥ ـ ٥١ السّلمي : طبقات الصوفية ـ لندن ١٩٦٠ ـ ١٣٦ ـ ٤٠ ـ حول الخباء المذكور ويعني خيمة صغيرة راجع الحديث عن سلطان برگي عندما كان ابن بطوطة في انطاليا أو (الاناضول). ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠ تعليق ٨٥.