عرش الخلافة العباسية معاداة لأهل السنة) فأنه بعد أن خدم الحكومة الجديدة بمنزلة معاون للحاكم لا بمنزلة وزير لم يتهتأ زمنا طويلا لمنصبه الجديد على حقارته إذ توفى بعد ثلاثة أشهر من سقوط بغداد وابنه شرف الدين أبو القاسم على قام فى منصب ابيه بمنزلة معاون للحاكم.
وبقيت الأمور سائرة على هذا الوجه من النظام والترتيب إلى سنة ٦٦١ ه / ١٢٥٣ م وعامئذ أمر خان المغول بقتل وزيره سيف الدين البتيكتجى وكذلك الخواجه عزيز حاكم بلاد الكرج والخواجا مجد الدين التبريزى. ونصب وزيرا له شمس الدين محمد الجوينى واخاه علاء الدين عطاء الملك حاكما على بغداد وعلى ولايتها.
وعلآء الدين هذا هو صاحب تاريخ فتوحات المغول وقد كتبه باللغة الفارسية ووسمه «بتاريخ جهان كوشاى» ولما كان هذا الرجل عادلا نشر للحال أجنحة السلام والنجاح فى دار السلام. وهو الذى أمر بحفر نهر يدفع فى النجف مياه الفرات. ذلك النهر الذى لما تراكمت فيه الرمال وسدت مجراه بعد قرون فتحه الشاه إسماعيل الصفدى فعرف بوقته بالنهر الشاهى وهو المعروف اليوم بنهر الهندية لأن آصف الدولة أحد أمراء الهند فى لكنهور جاء إلى النجف ورأى قلة الماء هناك فاعاد كرى النهر فسمى بالهندية وذلك سنة ١٣٠٩ ه / ١٨٩١ م نقلا عن مختصر الدول وروضة الصفاء لميرخند وحبيب السير ومخطوطات دير المبعث.