واستعملت فى بغداد أجزاء من الدراهم والدنانير مثل الثلث والربع والخمس والسدس ، كذلك ضرب العباسيون مضاعفات للعملة ، ففى عهد الخليفة المأمون ضربت دنانير قيمة الواحد منها دينارين ، وعليها الكتابة الآتية : ضرب العصر الحسنى لخريطة أمير المؤمنين ويذكر الجهشيارى (١) أن جعفر بن يحيى ضرب دنانير وزن كل دينار مائة دينار ودينار ، وعلى كل دينار من أحد جانبيه.
وأصفر من دار الملوك |
|
يلوح على وجهه جعفر |
ومن الجانب الأخر :
يزيد على مائة واحدا |
|
إذا ناله معسر ييسر |
واستعمل الناس فى معاملاتهم اليومية البسيطة أجزاءا من العملة الفضية مثل القيراط والحبة والدانق والطسوج ، كما استعملت الفلوس النحاسية (٢). كذلك شاع نظام المقايضة.
وكانت النقود تضرب فى دار ضرب النقود ، ولا يجوز أن تضرب فى غيرها خوفا من الغش والتزييف ، ويرى الماوردى (٣) وجوب تعامل الناس بالنقد المطبوع بالسكة السلطانية الموثوق بسلامة طبعه ، المأمون من تبديله وتلبيسه ، وكان من حق كل فرد أن يضرب ما معه من ذهب وفضة دنانير ودراهم.
ويجدر بنا أن نشير إلى المظهر العام للدينار الأموى ظل قائما فى عصر العباسيين بنفس العبارات المسجلة على وجه السكة الأموية ، وكانت دراهم المهدى مستدير الشكل ، وظهر عليها إسمه وقد نقش العباسيون منذ عهد المهدى اسمه واسمى ولديه موسى وهارون ، كما نقش الهادى اسمه واسم هارون على العملة (٤) وكان الرشيد أول خليفة نقش اسمه على الدنانير ، كما نقش اسم ابنيه
__________________
(١) الوزراء والكتاب ص ٢٤١.
(٢) الدورى : تاريخ العراق الاقتصادى ص ٢٢٩.
(٣) الأحكام السلطانية ص ١٥٠.
(٤) المقريزى : شذور العقود ص ١٠.