صدري ، وخلّوا بيني وبين رحمة (١) أرحم الراحمين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين ـ قراءة ـ أنا أبو عبد الله القضاعي القاضي ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر ، نا محمّد بن عمير بن عفّان البغدادي ، نا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال (٢) : سمعت الشافعي يقول :
كان يزيد بن معاوية في بعض المواضع ، فجاءه الرسول بمرض معاوية ، فركب وهو يقول (٣) :
جاء البريد بقرطاس يخب (٤) به |
|
فأوجس القلب من قرطاسه فزعا |
قلنا لك الويل ما ذا في صحيفتكم (٥) |
|
قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا |
فمادت الأرض أو كادت تميد بنا |
|
كأن أعين (٦) من أركانها انقلعا |
ثم انبعثنا إلى خوص مضمّرة |
|
نرمى الفجاج (٧) بها ما نأتلي سرعا |
فما نبالي إذا بلغن أرحلنا |
|
ما مات منهم بالمرمات (٨) أو طلعا |
أودى ابن هند وأودى المجد يتبعه |
|
كانا جميعا خليطا سالمين (٩) معا |
أغرّ أبلج يستسقي الغمام به |
|
لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا |
لا يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا |
|
أن يرقعوه ولا يوهون ما رقعا |
قال الشافعي : سرق هذين البيتين من الأعشى.
ثم انتهى إلى الباب ، فوجد عنبسة فقال : ما لك هاهنا؟ قال : حجبت عن أمير المؤمنين ، فأخذ بيده ، فأدخله ، فإذا معاوية مغمور ، فتمثل بهذين البيتين :
لو فات شيء يرى لفات أبو |
|
حيان لا عاجر ولا وكل |
الحوّل القلّب الأريب ولن |
|
يدفع وقت المنية الحول |
__________________
(١) سقطت من «ز».
(٢) الخبر والأبيات من طريقه في البداية والنهاية ٨ / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٣) الأبيات في أنساب الأشراف ٥ / ١٦١ (ط. دار الفكر) وتاريخ الطبري ٥ / ٣٢٨ والفتوح لابن الأعثم ٥ / ٦ ـ ٧ والكامل لابن الأثير ٢ / ٥٢٦ والعقد الفريد ٤ / ٣٤٩ الأغاني ١٦ / ٣٣ (ساسي).
(٤) الفتوح لابن الأعثم : يحث.
(٥) أنساب الأشراف والفتوح : كتابكم.
(٦) أعين : حصن باليمن ، وفي أنساب الأشراف : «أغبر» وفي الفتوح : كأنما العز من أركانها انقطعا.
(٧) الأصل و «ز» : «نرى العجاج» والمثبت عن أنساب الأشراف والبداية والنهاية.
(٨) في ابن الأعثم وأنساب الأشراف : بالبيداء.
(٩) أنساب الأشراف : قاطنين.