ويا سعد كل ، ولا أحد عنده من هؤلاء ، عدّه كلّ عاقل سفيها جاهلا عادما للتحصيل ، فكيف يجوز منهم نسبة هذا الفعل (١) الدالّ على السفه والجهل والحمق إليه تعالى؟!
وكيف يصحّ منه تعالى أن يقول في الأزل : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) (٢) ولا مخاطب هناك ، ولا ناس عنده؟!
[ ويقول : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) (٣) ] (٤) ويقول : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) (٥) [ و ] (٦) ( أَقِيمُوا الصَّلاةَ ) (٧) و ( لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ ) (٨) و ( لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ ) (٩) و ( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) (١٠)!
وأيضا : لو كان كلامه قديما لزم صدور القبيح منه تعالى ؛ لأنّه إن لم يفد بكلامه في الأزل [ شيئا ] كان سفها ، وهو قبيح عليه [ تعالى ] ، وإن أفاد فإمّا لنفسه ، أو لغيره ..
__________________
(١) في المصدر : « العقل ».
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢١.
(٣) سورة النساء ٤ : ١ ، سورة الحجّ ٢٢ : ١ ، سورة لقمان ٣١ : ٣٣.
(٤) ما بين القوسين المعقوفتين ليس في المصدر ولا في الأصل ، وأثبتناه من إحقاق الحقّ ١ / ٢١٩.
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٠٤ و ١٥٣ و ١٧٢ ، سورة آل عمران ٣ : ١٣٠ ، سورة النساء ٤ : ١٩ و ٢٩ ، سورة المائدة ٥ : ١ و ٢ ، وآيات كثيرة أخرى في سور القرآن الكريم.
(٦) أثبتناه لضرورة النسق.
(٧) سورة البقرة ٢ : ٤٣ و ١١٠ ، سورة الأنعام ٦ : ٧٢ ، سورة النور ٢٤ : ٥٦ ، سورة الروم ٣٠ : ٣١ ، وغيرها من الآيات في سور أخرى.
(٨) سورة البقرة ٢ : ١٨٨ ، سورة النساء ٤ : ٢٩.
(٩) سورة الأنعام ٦ : ١٥١ ، سورة الإسراء ١٧ : ٣١.
(١٠) سورة المائدة ٥ : ١.