متناقض المفاد ؛ لأنّ الأسوة هو المتّبع ، ومن يقع منه الذنب يحرم اتّباعه ، مع إنّ العاصي لا يكون أسوة حسنة.
وأمّا قوله في تقرير مذهب الإمامية ، أنّ : « الأنبياء كالملائكة ، يستحيل عليهم الذنب » ..
فهو افتراء عليهم ؛ لأنّ العصمة عندهم عن الذنب لا تنافي القدرة عليه ، وإلّا لم يصحّ التكليف ؛ على أنّه منقوض بالعصمة عن الكبائر عندهم ، فإنّهم يقولون بها كما زعم.
وأمّا ما ذكره من أنّه : « إذا سمع المتحيّر بشيء من ذنوب الأنبياء ، كما جاء في القرآن : ( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) (١) ، يتردّد في نبوّة آدم » ..
ففيه : إنّه إذا تردّد قيل له : إنّ المراد بالمعصية ترك الأولى (٢) ، وإرادة خلاف الظاهر غير عزيزة في كلام العرب ، وإلّا لم يمكن أن يذكر له أنّ الله ليس بجسم ؛ لأنّه يتردّد في ربوبيّته إذا سمع قوله تعالى : ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) (٣) ، ونحوه.
وأمّا قوله : « وهل الأولى أن يقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا بعث إلى الناس تابعه جماعة من أصحابه ... » إلى آخره ..
ففيه : إنّ هذا خارج عمّا نحن بصدده ؛ لأنّ الكلام في ما هو أقرب إلى العقل المتحيّر من الأمور العقليّة ، لا في الأمور التاريخية التي تتبع
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ١٢١.
(٢) انظر : تنزيه الأنبياء ـ للشريف المرتضى ـ : ٢٥ ، عصمة الأنبياء ـ للفخر الرازي ـ : ٢٩ ـ ٣٠.
(٣) سورة طه ٢٠ : ٥.