وأقول :
قد بيّنّا أنّ خلق القبيح فعله (١) ، ولو سلّمت المغايرة فهو في القبح مثله.
وليت شعري لم يمتنع من القول : بأنّ الخلق هو الفعل؟! والحال أنّه يزعم أنّه لا قبيح بالنسبة إليه تعالى ، فليكن فعله سبحانه للقبيح سائغا ، وتسميته الخلق بالفعل جائزة ، لا سيّما و [ أنّه ] لا حسن ولا قبح عقلا في الأفعال عندهم!
وليس هو بأعظم من حكمه بأنّ الله سبحانه يقضي بالقبيح ، تعالى الله عمّا يقول الظالمون.
وأمّا ما ذكره من الفرق بين القضاء والمقضيّ ، فقد سبق أنّه لا يغني شيئا ؛ للتلازم بينهما في الرضا وعدمه (٢).
على أنّ القبائح المقضيّات لله سبحانه مرضيّات له ؛ لتوقّف فعل الشيء بالاختيار على إرادته والرضا به ـ كما مرّ (٣) ـ ، فلو سخطها العبد كان سخطا لما رضي الله وأراده.
فإن قلت : من مقضيّات الله تعالى : جهل العباد وملكاتهم السيّئة كالجبن والبخل ، وهي ممّا اتّفقت الكلمة والأخبار على ذمّها وعدم الرضا بها ، فلا بدّ من القول بعدم التلازم بين القضاء والمقضيّ في الرضا وعدمه.
__________________
(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر قدسسره في الصفحة ٩ من هذا الجزء.
(٢) راجع ردّ الشيخ المظفّر قدسسره في ج ٢ / ٣٣٩.
(٣) انظر ردّ الشيخ المظفّر قدسسره في ج ٢ / ٣٣٩.