قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ (١) :
وفي الصحيحين ، قال : « بينما الحبشة يلعبون عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحرابهم ، دخل عمر فأهوى إلى الحصباء ، فحصبهم بها ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعهم يا عمر » (٢).
وروى الغزّالي في « إحياء علوم الدين » : « إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان جالسا وعنده جوار يغنّين ويلعبن ، فجاء عمر فاستأذن ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للجوار [ ي ] : اسكتن! فسكتن ، فدخل عمر وقضى حاجته ، ثمّ خرج ..
فقال لهنّ : عدن ؛ فعدن إلى الغناء.
فقلن : يا رسول الله! من هذا الذي كلّما دخل قلت : اسكتن ؛ وكلّما خرج قلت : عدن إلى الغناء؟!
قال : هذا رجل لا يؤثر سماع الباطل » (٣).
كيف يحلّ لهؤلاء القوم رواية مثل ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
أيرى عمر أشرف من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث لا يؤثر سماع الباطل والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤثره؟!!
__________________
(١) نهج الحقّ : ١٥٣.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ١٠٦ ح ١١٣ ، صحيح مسلم ٣ / ٢٣ ، وانظر : الجمع بين الصحيحين ٣ / ٣٣ ح ٢٢١١ ، مسند أحمد ٢ / ٣٠٨ ، المصنّف ـ لعبد الرزّاق ـ ١٠ / ٤٦٦ ح ١٩٧٢٤ ، مسند أبي عوانة ٢ / ١٥٧ ـ ١٥٨ ح ٢٦٥٥ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ٥٤٤ ح ٥٨٣٧ ، شرح السنّة ٣ / ١٧٩ ح ١١١٢.
(٣) لم نجده في إحياء علوم الدين ـ المطبوع الموجود بين أيدينا ـ بهذا اللفظ ، ونقله عنه السيّد ابن طاووس في الطرائف : ٣٦٤.