غير ذي الشمالين ؛ لأنّ أبا هريرة أسلم عام خيبر ، وذا الشمالين قتل ببدر.
وفيه : إنّه بعد ما عرفت من صراحة الروايات بالاتّحاد لم يبق وجه للحكم بالتعدّد ، غاية الأمر أنّه يلزم من الاتّحاد كذب رواية أبي هريرة ، وهو غير مستغرب!
فإن قلت : لم يدّع أبو هريرة حضور الواقعة حتّى يكون كاذبا في الحكاية ، فلعلّه روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو عمّن حضر من الصحابة؟!
قلت : قد صرّح أبو هريرة بحضوره بنفسه في بعض هذه الأخبار التي حكى فيها الواقعة ..
فقد روى البخاري عنه في الباب الثالث من أبواب ما جاء في السهو أنّه قال : « صلّى بنا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الظهر أو العصر .. » (١) الحديث.
ونحوه في « صحيح مسلم » في باب السهو في الصلاة والسجود له (٢).
وروى مسلم في هذا الباب ما هو أصرح في ذلك ، قال : « بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الظهر سلّم في الركعتين .. » (٣) وساق الحديث.
* * *
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ / ١٥٠ ح ٢٥٠.
(٢) صحيح مسلم ٢ / ٨٦ و ٨٧.
(٣) صحيح مسلم ٢ / ٨٧.