العجلاني قال : إنما سميت قباء ببئر كانت بها يقال لها قباء ، فتطيروا منها ، فسموها قباء ، وكانت البئر في دار ثوبة بن حسين بن أبي لبابة ، انتهى. وقتار في خط المراغي بالمثناة فوق ، وفي خط الأقشهري بالباء الموحدة ، قال المجد : وهي على ميلين من المدينة ، وهو قول الباجي ، ونقله النووي عن العلماء ، وعبر بمنازل بني عمرو بن عوف ، وفي مشارق عياض : هي قرية بالمدينة على ثلاثة أميال منها ، وعبر عنه الحافظ ابن حجر بقوله : هي على فرسخ من المسجد النبوي بالمدينة.
قلت : وقد اختبرته من عتبة باب المسجد النبوي المعروف بباب جبريل إلى عتبة مسجد قباء ، فكانت مساحة ذلك بذراع اليد المتقدم وصفه في حدود الحرم سبعة آلاف ذراع ومائتي ذراع ، تزيد يسيرا ، وذلك ميلان وخمسا سبع ميل على المعتمد من أن الميل ثلاثة آلاف ذراع ، فالأصوب هو الأول ، وإن صحح المطري الثاني ، ونسب إلى عياض الأول.
وفضائل قباء ومآثرها تقدمت في مسجدها.
وقباء أيضا : قرية كبيرة لمحارب وعامر بن ربيعة وغيرهم ، بها آبار ومزارع ونخيل ، ذكرها عرام في ناحية أفاعية ومران ، وذكرها الأسدي في طريق ضرية إلى مكة على نحو أربع مراحل من ذات عرق ، وذلك بجهة الموضع المعروف اليوم بكشب.
قباب : كغراب ، من آطام المدينة ، قاله الصغاني ، وقال ياقوت : هو قبابة كصبابة.
القبلية : بفتحتين مثال عربية ، كأنه نسبة إلى القبل محركا ، وهو النشر من الأرض يستقبلك ، وفي القاموس أنها بالكسر والتحريك وإليها تضاف معادن القبلية ، قال عياض وتبعه المجد : هي من نواحي الفرع ، وفي النهاية : هي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام ، وقيل : هي من ناحية الفرع ، وهو موضع بين نخلة والمدينة ، انتهى.
وقال الزمخشري : القبلية سراة فيما بين المدينة وينبع ، ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور ، وما سال منها إلى المدينة سمي بالقبلية ، وحدها من الشام ما بين الخبء وهو من جبال بني عراك من جهينة وما بين شرف السيالة ، أرض يطؤها الحاج ، وفيها جبال وأودية ، انتهى. ويؤيده أن ما يذكر أنه بالقبلية ما هو معروف اليوم أنه بهذه الجهة ، فالفرع الذي عمل فيه قرى ليست القبلية منه ، وبالجهة التي ذكرها الزمخشري فرع المسور بفتحتين كما سبق ، فالظاهر أنه المراد ، ويؤيده أن الزبير نقل عن محمد بن المسور أنه كان بفرع المسور بن إبراهيم ، قال : فرأى فراس المزني جبلا فيه عروق مرو ، فقال : إن هذا المعدن فلو علمته ، قال محمد بن المسور : فقلت : مالك وله؟ إنما هو ابتعنا مياهه وقطع لنا سائره