إبراهيم بن هشام عبد الله بن حسن بن حسن أي ابن فاطمة ابنة حسين أن يبيعه دار فاطمة ، فباعه إياها بثلاثة آلاف دينار ، فقال : يا أبا محمد تجوّز عنا بدنانير لنا أصابها حريق ، قال : نعم ، فأخذها وقد انضمّ بعضها إلى بعض ، فقيل له : إن كسرتها غرمت فيها كثيرا وصارت تبرا ، وإن بعثت بها إلى الشام ضربت دنانير وعادت على حالها ، فبعث بها فضربت له.
فكان غرمه بضعة وأربعين دينارا ، ووقع تجوزه بها من ابن هشام موقعا حسنا.
وتقدم في بئر إهاب ترجيح المطري لأن هذه البئر هي المعروفة اليوم بزمزم بطرف الحديقة المعروفة بزمزم من جهة القبلة ، وأن الراجح عندنا أن تلك بئر إهاب ، فإن بئر فاطمة بقربها ، ولعلها التي في شاميها بالحديقة المذكورة.
بئر فجّار : بتشديد الجيم ، وستأتي مع شاهدها في الشطبية.
بئر مدرى :بكسر الميم وسكون الدال المهملة بلفظ المدرى الذي يحك به قال المجد : هي من آبار المدينة المعروفة بالغزارة والطيب ، قال الزبير : خطب رجل من بني قريظة امرأة من بلحارث بن الخزرج ، فقالت : أله مال على بئر مدرى أو هامات أو ذي وشيع أو على بئر فجار ، وهي في بئر أريس.
قلت : هذا الخبر إنما سبق في ذكر الشطبية كما سيأتي فيها بلفظه فقوله «وهي بئر أريس» إن أراد ما سيق الخبر له فهو الشطبية لا بئر مدرى ، وتقدم حينئذ فيما عليه الناس من أن بئر أريس بقباء ، وكذا إن أراد جميع هذه الآبار إذ منها الشطبية وهي بجانب الأعواف كما سبق في بئر الأعواف وإن أراد به بئر فجار فهي غير معروفة ، وتقدم في سيل مهزور أن عثمان رضي الله تعالى عنه عمل الردم الذي عند بئر مدرى ليرد به سيل مهزور عن المسجد.
قال ابن زبالة : إن سرح عثمان الذي يقال له مدري يشق من مهزور في أمواله حتى يأتي على أريس ، إلى آخر ما سبق عنه.
بئر مرق : بفتح الميم والراء وقد تسكن الراء أيضا ، لغتان مشهورتان ، آخره قاف ، بئر بالمدينة لها ذكر في حديث الهجرة ، قاله في النهاية.
قلت : هي المذكورة في سابع فصول الباب الثالث ، وفي رواية البيهقي أن أسعد بن زرارة خرج لمصعب بن عمير يوما إلى دار بني عبد الأشهل ، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر ، وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل ، وكانا ابني عم ، يقال له بئر مرق ، ويؤخذ منه قربها من دار بني ظفر وبني عبد الأشهل ، وهناك بناحية مسجد الإجابة نخيل تعرف بالمرقية ، فالظاهر أنها منسوبة لها.