مائة رام ، فاقتصّوا آثارهم ، حتى أتوا منزلا نزلوه ، فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة ، وذكر القصة ، وبين أبو معشر في مغازيه أن ذلك المنزل هو الرجيع ، فقال : فنزلوا بالرجيع سحرا ، فأكلوا تمر عجوة ، فسقطت نواة بالأرض ، وكانوا يسيرون بالليل ويكمنون النهار ، فصاحت امرأة من هذيل : أتيتم ، فجاؤوا في طلبهم ، فوجدوهم قد كمنوا في الجبل.
وفي رواية للبخاري : حتى إذا كانوا بالهدأة ، بدل قوله «بين عسفان ومكة» وعند ابن إسحاق «الهدة» بتشديد الدال بغير همز ، قال : وهي على تسعة أميال من عسفان.
ثم ذكر البخاري في باب غزوة الرجيع قصة أهل بئر معونة ، ففيه إشارة لما ذكره الواقدي من اتحاد الموضع ، مع إفادة أنه بين عسفان ومكة ، لكن يشهد لما ذكره المجد صنيع ابن إسحاق فإنه قال في غزوة الرجيع : حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدة غدروا بهم.
وقال في غزوة معونة : إن أبا براء عامر بن مالك ملاعب الأسنّة قال : يا محمد ، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك ، ثم ذكر بعث القراء ، ثم قال : فساروا حتى نزلوا بئر معونة ، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم ، كلا البلدين منها قريب ، وهي إلى حرة بني سليم أقرب ، فهو صريح في المغايرة ، وأبلى تحدّ به في شرقي المدينة ، فما ذكره المجد موافق لكلام ابن إسحاق.
بئر الملك : بكسر اللام ـ وهو تبّع اليماني ، حفرها بمنزله بقناة ، لما قدم المدينة ، وبه سميت ، فاستوبأها ، فاستقى له من بئر رومة كما سبق فيها.
ونقل ابن شبة أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه كان من صدقاته بالمدينة بئر الملك بقناة.
بئر الهجيم :بالجيم ، ثم الياء المثناة تحت كما في كتاب ابن زبالة ويحيى منسوبة إلى الأطم الذي يقال له الهجيم بالعصبة ، تقدمت في مسجد التوبة بالعصبة من المساجد التي لا تعرف عينها ، وقال فيها المطري : بئر هجم ، وفي خط المراغي على الهاء فتحة ، وعد ابن شبة في آبار المدينة بئرا يقال لها الهجير ـ بالراء بدل الميم ـ وقال : إنها بالحرة فوق قصر ابن ماه.
بألى : بفتحات ثلاث ـ يقدم أيضا في مساجد تبوك.
البتراء : تقدمت فيها ، ولعلها غير البتراء التي على نحو مرحلة من المدينة ، سلكها النبي صلىاللهعليهوسلم في غزاة بني لحيان موريا بأنه يريد الشام ، فسلك على غراب ، ثم على مخيض ،