ابن شبة ، ولعلها البويرة لما سيأتي.
بويرة : تصغير البئر التي يسقى منها ، وفي الصحيح : حرّق نخل النضير ، وهي البويرة ، قال المجد : البويرة موضع منازل بني النضير ، وذكره المرجاني ثم قال : وقيل : اسم موضع مخصوص من مواضعهم.
قلت : ويرجح الأول قول جمل بن جوال التغلبي من أبيات :
وأقفرت البويرة من سلام |
|
وسعية وابن أخطب فهي بور |
وقد كانوا ببلدتهم بعولا |
|
كما نقلت بميطان الصخور |
واعتمد الثاني الحافظ ابن حجر ، قال : ويقال لها البويلة باللام بدل الراء ـ وقال ابن سيد الناس في قوله :
حريق بالبويرة مستطير
ويروى بالبويلة قال : وذكر ابن سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعطى الزبير بن العوام وأبا سلمة البويلة من أرض بني النضير ، وتقدم أن البويلة أطم لبني النضير بمنازلهم ، قال ابن زبالة : كان لحي منهم لحقوا باليمن ، فلعله كان بقرب البويرة فسميت به أيضا.
وقلد الحافظ ابن حجر رزينا ومن تبعه في أن البويرة الموضع المعروف بهذا الاسم في قبلة مسجد قباء من جهة المغرب ، قال رزين : وبه منازل النضير وقريظة وحصنهم ، وإنه صدقة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد تقدم مع رده في الفصل الثاني في الصدقات ، مع بيان منشأ الوهم فيه ، وذكر ابن زبالة في مساجد المدينة ومقاماته صلىاللهعليهوسلم حديث تربة صعيب المعروف اليوم عند ركن الحديقة الماجشونية في قبلة ديار بني الحارث ، ثم قال : وصعيب عند نخلة المرجئة على الطريق في بناء من البويرة.
وروى أيضا في فضل دور الأنصار أن النبي صلىاللهعليهوسلم وقف على السيرة التي على الطريق حذو البويرة فقال : إن خير نساء ورجال في هذه الدور ، وأشار إلى دار بني سالم ودار بلحبلى ودار بلحارث بن الخزرج ، وهذا الوصف لا يطابق الموضع الذي في قبلة مسجد قباء لبعده جدّا.
والذي يتحرر أن البويرة المتعلقة ببني النضير التي وقع بها التحريق وهي المذكورة في شعر حسان ليست البويرة التي بقباء ، بل بمنازل بني النضير المتقدمة في محلها ، وسبق أن بعض منازلهم كانت بناحية الغرس ، فيطابق أنها بقرب تربة صعيب وبلحارث.
البيداء : قال المطري فمن تبعه ، هي التي إذا رحل الحجاج من ذي الحليفة