وما الدهر إلا من رواة قصائدي |
|
إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا |
فإذا تدبرنا جملتي البيت وجدنا بينهما كذلك اتحادا تاما في المعنى ، فالجملة الثانية وهي «إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا» لم تجيء في الواقع إلا توكيدا للجملة الأولى وهي «وما الدهر إلا من رواة قصائدي» لأن معنى الجملتين واحد.
ب ـ ومن أمثلة الفصل الذي تكون فيه الجملة الثانية بيانا للجملة الأولى قول الشاعر :
كفى زاجرا للمرء أيام دهره |
|
تروح له بالواعظات وتغتدي |
فإذا تدبرنا جملتي البيت وجدنا بينهما اتحادا تاما في المعنى ، فالجملة الثانية وهي «تروح له بالواعظات وتغتدي» لم تجيء في الواقع إلا لإيضاح إبهام جملة «كفى زاجرا للمرء أيام دهره» فهي بيان لها.
ومن أمثلة هذا النوع كذلك قول الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة |
|
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم |
فإذا تأملنا جملتي هذا البيت وجدنا بينهما اتحادا تاما في المعنى ، فالجملة الثانية وهي «بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم» لم تأت إلا لإيضاح إبهام الأولى وهي «الناس للناس من بدو وحاضرة» فهي بيان لها.
ج ـ ومن أمثلة الفصل الذي تكون فيه الجملة الثانية بدلا من الجملة الأولى قوله تعالى : (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
فالتأمل في الآية الكريمة يظهر أن بين جملة (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) وجملة (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) كمال الاتصال ، ذلك لأن الجملة الثانية بدل بعض من كل من الجملة الأولى ، إذ الأنعام والبنون والجنات والعيون بعض ما يعلمون.
ومن أمثلة هذا النوع أيضا قوله تعالى : (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ