تحتوي كنيسة باسم القديس يهوذا أخي يعقوب البار في القرن السادس. ويفتخر سكّان بيروت بمار جرجس الذي كان من شهداء القرن الثالث للمسيح ، وكان جنديّا في عسكر الملك ديو كلتيانوس ، وقيل إنّه استشهد في بيروت أيضا ، وإنّه من أهاليها وقيل غير ذلك ، وربّما سمّي خليج مار جرجس الواقع إلى الجهة الشرقية الشمالية من المدينة بهذا الإسم ، اعتقادا بقتل القديس للتنين في تلك البقعة ، وقد أقيم هناك معبد على اسم الشهيد حيث يقوم جامع الخضر المعروف حتّى اليوم ، والخضر هو الإسم الإسلامي لجرجس نفسه ، وكان في جنوبي الخليج كنيسة قديمة للموارنة على اسم مار جرجس ضبطها مع وقوفاتها علي باشا الدفتردار أوّل باشا نصّب سنة ١٦٦٠ على مدينة صيدا التي كانت تابعة لأمير جبل لبنان وجعلها جامعا سنة ١٦٦١.
وفي بيروت حدثت معجزة صورة المصلوب التي طعن اليهود جنبها بالحربة بعد ما أهانوها بتلك الإهانات التي أهان بها أجدادهم المسيح ، فسال منها دم كثير ، شفي المرضى الذي دهنوا به ، ومنهم رجل مخلّع ، ولمّا رأى اليهود ذلك آمنوا وذهبوا فاخبروا أسقف المدينة بكلّ ما صار واعتمدوا منه. وأخذ الأسقف الأيقونة وكرّس المنزل الذي كانت فيه على اسم المخلّص. وقد أخبر بهذا اثناسيوس أسقف إسكندرية الذي كان من جملة آباء المجمع المسكوني السابع وهو مجمع نيقيا الثاني المنعقد سنة ٧٨٧ ضد محاربي الأيقونات ، وقد أثبت المجمع هذه الآية التي كرّس لها عيد يحتفل به في كنائس الشرق والغرب ، والسنكسار الروماني يذكرها في اليوم التاسع من ت ٢ ، ويذكرها السنكسار الماروني في اليوم العاشر من شهر آذار.
العرب في بيروت.
في العام ١٣ ه / ٦٣٥ م. فتح العرب بيروت وصيدا وجبيل وعرقا بقيادة يزيد بن أبي سفيان وعلى مقدّمة جيشه أخوه معاوية ، وشحنها بالمقاتلة.