حول مدنهم ، ويختلف عمّا ألفه المصريّون ، إذ كان يعلوه أبراج متقاربة ، واجهاتها من الحجر ، وهذا ما جعل بعض المؤرّخين يذهبون إلى أنّ عهد السور يعود إلى عصر الكنعانيّين والحثيّين.
كانت جدران السور سميكة ومرتفعة وخالية من الثّقوب والفجوات. يبلغ ارتفاعها نحو خمسة أمتار ، وهو ارتفاع كاف لحماية المدينة والحامية من خطر تسلّق الأسوار ، أمّا سماكة جدران السور فكانت تناهز الأربعة أمتار عند القاعدة ، ثمّ تقلّ مع ارتفاع الجدران حتّى تنقص إلى ثلاثة أمتار في أعلاها. وقد لجأ الأقدمون ، لحماية هذه الجدران من النبش والهدم ، إلى إقامة أبراج فوق السور يلجأ إليها جنود الحامية ومنها كانوا يصبّون قذائفهم على المقتحمين.
الأبواب.
كان لسور بيروت ثمانية أبواب مصفّحة بالحديد هي : باب الدبّاغة ، باب السرايا ، باب أبي النصر ، باب الدركاه أو الدركة ، باب يعقوب ، باب ادريس ، باب السنطيّة ، وباب السلسة. ومن تقاليد زمن تلك الأبواب أنّ كلّا من أعيان المحلّة كان مولجا بأمر بابها ، ومكلّفا بنفقة مصباح معلّق إلى جانب الباب الخارجيّ ، ينيره عشيّة النّهار ، فيقفل الباب عند مغيب الشمس ويودع المفتاح عند متسلّم البلد حتّى الصباح. وكان حفّاظ الأبواب يحرزون شرفا بهذه المهمة. وكانت القوافل التي تفد ليلا إلى بيروت تضطر إلى الانتظار خارج المدينة حتى يفتح الباب صباحا ، وكانت الإقامة خارج سور بيروت لا تخلو من الأخطار بسبب غزوات اللصوص. خطرة. أمّا تلك الأبواب فكانت موزّعة على طول السور ، وقد اكتسبت أسماءها من صفات المواقع التي كانت تقع فيها ، وهي التالية :