قرب بيته ـ في البسطة التحتا بجوار الجامع ، وهكذا انطلق إسما البسطتين الفوقا والتحتا. وكانت أولى المعاهد الوطنيّة العلميّة في المحلة" المدرسة العثمانيّة الوطنيّة" التي أسّسها المعلّمان عيسى قاسم كتّوعة ومحمود فرشوخ ١٨٩٥ ، وكان المعهد الثاني في البسطة المدرسة التي أسّسها الشيخ محمد توفيق خالد وعرفت باسم" مدرسة التوفيق" أو" المدرسة التوفيقيّة الإسلاميّة" ، وفي ١٨٧٧ انشئت المدرسة العسكريّة التي لا تزال تعرف بمدرسة حوض الولاية ، ومدرسة الشيخ محمد الدقّاق. ومن المؤسسات الإنسانيّة الحضاريّة التي أنشئت في محلّة البسطة" جمعيّة محلّة البسطة الخيريّة". كما ساهم سنة ١٩١٠ بعض أهالي المحلة وعلى رأسهم الحاج رشيد رمضان والحاج خليل عبد العال بتأسيس" جمعية السلام لتعليم فقراء الأيتام" التي رأسها الشيخ عبد الرحمن سلام. ومن مؤسسات المحلّة" جمعيّة الشابّات المسلمات" التي كانت ترأسها السيدة حبيبة يكن. وقدّر لمحلّة البسطة ان تشهد أربعة من العلماء الذين تولّوا منصب الإفتاء في بيروت ولبنان : الشيخ محمد الحلواني الدمشقي ، والشيخ عبد الباسط الفاخوري ، والشيخ محمد توفيق المفتي الذي أسّس مدرسته بالبسطة في الدار التي أصبحت مؤسسة خيريّة للفقراء والمعوزين ، والمفتي الشيخ محمد علايا الذي كان يسكن في المحلّة قبل انتقاله إلى محلّة دار المريسة. واعطت محلة البسطة لبيروت رئيسين للبلدية هما محمود الخجا ١٨٩٢ ، وعبد القادر الدّنا ١٩٠٦. وفي محلّة البسطة عاش الفنّان مصطفى فرّوخ. وفيها أمضى عمر فاخوري صباه وشبابه ، فكتب ونشر مقالاته عن القوميّة العربيّة واصدر ١٩١٣ كتابه" كيف ينهض العرب". وفيها عاش الشيخ رائف فاخوري ، وكتب مسرحيّة" جابر عثرات الكرام" التي مثلث ١٩٢٠ على مسرح" الكريستال" إحياء لأمجاد العرب. ومن دار عارف بك النعماني ، الذي حلّت محلّه المدرسة الرسمية للبنات ، انطلقت أوّل دعوة لإقامة العلاقات