كثافة المباني التاريخيّة ذات القناطر والعقود والشبابيك الخشبيّة ، والحجارة المزخرفة بنقوش ، والحدائق المسيّجة ب" درابزون" حديديّ مشغول بفنّ وعناية ، إضافة إلى موقعها القريب من وسط العاصمة ، كلّ هذا أعطى شارع غور وطاقة اقتصاديّة كبيرة ضمن إطار أيّ عمليّة لإعادة إحيائه وتطويره. وبعد الحرب الأهليّة أطلق مشروع إعادة ترميم وتأهيل مباني هذا الشارع بتضافر جهود ثلاث جمعيّات هي : " إنماء الجمّيزة" و" حماية المواقع الطبيعيّة والمباني القديمة (أبساد) " ، و" هلب ليبانون". فهذه الأخيرة حصلت على مساعدة ماليّة من منطقة اللورين الفرنسيّة التي تغطّي ٣٠% من كلفة الأعمال ، خاصّة لأنّ الشارع يحمل اسم أحد رجالات فرنسا. وتولّت" جمعيّة إنماء الجمّيزة" حضّ الأهالي على المشاركة الماليّة ، وعملت أبساد مع الإتحاد الأوروبي على تامين جزء من التمويل.
حي السريان :موقعه قرب مستشفى أوتيل ديو. جرّد الفيكونت فيليب دي طرازي همّته لإنشاء محلّة يأوي إليها العمّال السريان الذين تساعدهم أحوالهم الماديّة على تعمير بيوت لسكناهم ، فوقع الإختيار على الأراضي الواقعة شرقيّ" أوتيل ديو" والقريبة من سائر أوقاف الجمعيّة الخيريّة ومن الصرح البريركيّ ، فاشترى البقعة لهذه الغاية بطريرك السريان وأصبحت مسكنا لعدد غير يسير من أبناء الطائفة.
حوض الولاية :تكرّست تسمية حوض الولاية حين أقام والي بيروت أحمد حمدي باشا في المبنى المقابل للمدرسة الرشديّة العسكريّة ، ومع إنشاء حوض للماء في الزاوية الملاصقة للمبنى ، تحت شجرة جميز عملاقة. وكان الأهالي يستقون منها فأطلقوا عليه اسم" الحاووز" وهو اللفظ التركي لكلمة" حوض". ومع سقوط الدولة العثمانيّة ، وما تبعه من إعلان دولة لبنان الكبير ، وصولا