حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهلّ بالحج وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلّهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلّى ركعتين عند المقام واستلم الحجر ، ثم قال : ابدأ بما بدأ الله عزّ وجلّ به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا ، فلمّا قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم ان يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شيء أمر الله عزّ وجلّ به فأحلّ الناس ... وقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني : يا رسول الله علّمنا كأنّا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكلّ عام ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، بل للأبد. وان رجلا قام فقال : يا رسول الله نخرج حجّاجا ورءوسنا تقطر؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انك لن تؤمن بهذا أبدا ...» (١).
٢ ـ واما كيفية العمرة فتستفاد من الصحيحة المتقدّمة وغيرها.
واما كيفية الحج فقد لا نعثر على نص يجمعها كاملة الا أنّا في غنى عن ذلك بعد اتفاق جميع المسلمين على اصولها الأساسية عدا طواف النساء. اضافة الى انها محل ابتلاء جميع المسلمين على طول الزمان فعدم اختلافهم فيها يدل على تلقيها من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يدا بيد جزما بل إذا جاءنا نص مخالف لها طرحناه ان لم يقبل التأويل.
وهل يجب في عمرة التمتع طواف النساء؟ المعروف هو العدم ، الا ان الشهيد نقل عن بعض الأصحاب من دون تعيينه وجوبه (٢). والنصوص تدلّ على العدم ، ففي صحيحة صفوان بن يحيى : «سأله أبو
__________________
(١) وسائل الشيعة الباب ٢ من أبواب أقسام الحج الحديث ١٤.
(٢) الدروس : ٩١.