دون المعنى ، إمّا لكونه يثبت لما بعده ما انتفى عمّا قبله ، وهو «بل ، ولكن» ، وإمّا لكونه بالعكس وهو «لا» و «ليس».
٥ ـ أحكام تشترك فيها الواو والفاء :
تشترك الواو والفاء بأحكام منها :
جواز حذفهما مع معطوفهما لدليل مثاله في الواو قول النّابغة الذّبياني :
فما كان بين الخير لو جاء سالما |
أبو حجر إلّا ليال قلائل |
أي بين الخير وبيني.
ومثاله في الفاء (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ)(١) أي فضرب فانبجست.
وجواز حذف المعطوف عليه بهما ، فمثال الواو قول بعضهم : «وبك وأهلا وسهلا» جوابا لمن قال له : مرحبا بك ، والتّقدير : مرحبا بك وأهلا وسهلا ، ومثال الفاء نحو (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً)(٢) ، أي أنهملكم فنضرب عنكم ، ونحو (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ)(٣) أي أعموا فلم يروا.
٦ ـ العطف على الضّمير :
يعطف على الضّمير المنفصل مرفوعا أو منصوبا ، وعلى الضّمير المتّصل المنصوب بغير شرط ، نحو : «أنت وزيد تسرعان» و «ما أدعو إلّا إيّاك وخالدا» ونحو قوله تعالى : (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ)(٤).
ولا يحسن العطف على الضّمير المتّصل المرفوع بارزا كان أو مستترا إلّا بعد توكيده بضمير منفصل نحو (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٥) ، (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(٦). أو بوجود فاصل ما ، نحو (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ)(٧).
فمن معطوفة على الواو في يدخلونها أو وجود فصل ب «لا» نحو (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)(٨).
ويضعف العطف بدون ذلك ، نحو : «مررت برجل سواء والعدم». بالرّفع عطفا على الضّمير المستتر في سواء لأنّه بتأويل مستو هو والعدم ، وهو في الشّعر كثير كقول جرير يهجو الأخطل :
ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه |
ما لم يكن وأب له لينالا |
عطف «أب» على الضّمير في
__________________
(١) الآية «١٦٠» من سورة الأعراف «٧».
(٢) الآية «٥» من سورة الزخرف «٤٣».
(٣) الآية «٩» من سورة سبأ «٣٤».
(٤) الآية «٣٨» من سورة المرسلات «٧٧».
(٥) الآية «٥٤» من سورة الأنبياء «٢١».
(٦) الآية «٣٥» من سورة البقرة «٢».
(٧) الآية «٢٣» من سورة الرعد «١٣».
(٨) الآية «١٤٨» من سورة الأنعام «٦».