الواحدة المرجوّ نموّها. وهذا لايمثل نهباً لاموال الفقراء ، كما يحصل في النظام الرأسمالي (١) ، بل تشجيعاً لعمل العامل ومكافأة لجهده ومهارته في خدمة المجتمع والنظام الاجتماعي. ولا يؤدي وجود طبقة واحدة الى تقاعس العاملين ، كما تزعم الفكرة الرأسمالية (٢) ، بل ان اختلاف الدرجات ضمن الطبقة الواحدة يحفّز العمال على العمل والانتاج. وفي هذا الجو العام المليء باسباب التفاؤل والاستبشار يشعر الجميع بالمعنى الحقيقي للمساواة الاجتماعية والإخاء الانساني الذي يمثله الاسلام كتشريع الهي مصمم بالخصوص لسعادة الانسان وبناء الفرد والنظام الاجتماعي ، ضمن الصورة العبادية التي تربط الفرد بخالقه العظيم.
وهكذا تخالف النظرية الاجتماعية الاسلامية النظرية الرأسمالية القائلة بان انعدام العدالة الاجتماعية لها نواح ايجابية نافعة للنظام الاجتماعي (٣) ؛ لانه لايمكن تبرير انعدام العدالة باية منفعة اجتماعية تصب في صالح احدى الطبقات الرأسمالية ، حتى لو كانت تلك المنفعة متعلقة بتحفيز العمل وزيادة الانتاج. والا ، فما معنى زيادة الانتاج الصناعي في الوقت الذي تجوع فيه طبقة اجتماعية بكافة افرادها وتحرم من ابسط قواعد العيش الانساني الكريم؟ وهو تناقض واضح بين الايجابية المزعومة والعدل الاجتماعي. ولذلك فان الاسلام يرفض هذه الفكرة القائلة بان انعدام العدالة الاجتماعية
__________________
(١) (جورج كيلدر). الثروة والفقر. نيويورك : الكتب الاساسية ، ١٩٨١ م.
(٢) (دانيال روسيدس). النظام الطبقي الامريكي. بوستن : هوتن ميفلين ، ١٩٧٦ م.
(٣) (دنيس رونك). « النظرية التوفيقية في انعدام العدالة الاجتماعية : بعض الملاحظات المهملة ». مقالة علمية في (المجلة النقدية لعلم الاجتماع) ، عدد ٢٤ ، ١٩٥٩ م. ص ٧٧٢ ـ ٧٨٢.