فإنّ الله جلّ جلاله موفّقك ، فقلت : يا مولاي! لا أراك بعدها؟ فقال : يا حسن إذا شاء الله ، قال : فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلّا لثلاث خصال : لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الإفطار ، وأدخل بيتي وقت الإفطار فاصيب رباعيّا مملوءا ماء ورغيفا على رأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار ، فآكل ذلك فهو كفاية لي ، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء ، وكسوة الصيف في وقت الصيف ، وإنّي لادخل الماء بالنهار فأرشّ البيت وأدع الكوز فارغا ، فاوتى بالطعام [وأواني الطعام ـ خ] ولا حاجة لي إليه فأصّدّق به ليلا كيلا يعلم بي من معي.
٨٢٨ ـ (٨) ـ كمال الدين : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رضياللهعنه ـ قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي ، قال : حدّثنا الأزدي ، قال : بينما أنا في الطواف قد طفت ستّا وأنا اريد أن أطوف السابع فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة ، وشابّ حسن الوجه طيّب الرائحة هيوب مع هيبته متقرّب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه ، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا : هذا ابن رسول الله ، يظهر في كلّ سنة يوما لخواصّه يحدّثهم ، فقلت : يا سيّدي!
__________________
(٨) ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٤٤٤ و ٤٤٥ ب ٤٣ ح ١٨ ؛ غيبة الشيخ : ص ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ح ٢٢٣ بسنده عن الأودي ؛ ينابيع المودّة : ص ٤٦٤ ب ٨٣ نحوه ؛ البحار : ج ٥٢ ص ١ و ٢ ب ١٨ ح ١ ؛ إعلام الورى : الركن الرابع ق ٢ ب ٣ ف ٢ ؛ تبصرة الولي : ص ٧٨ ـ ٧٩ ح ٤٥ ؛ إثبات الهداة : ج ٣ ص ٦٧٠ ـ ٦٧١ ب ٣٣ ح ٣٩ ؛ حلية الأبرار : ج ٢ ص ٥٧٣ ؛ الثاقب : ص ٦١٣ ـ ٦١٤ ح ٥٥٩ / ٧ ؛ الخرائج : ص ٧٨٤ ـ ٧٨٥ ب ١٥.
أقول : الأزدي أو الأودي هو أحمد بن الحسين (أو الحسن) بن عبد الملك الأودي أو الأزدي ، كوفي ، ثقة ، مرجوع إليه. راجع جامع الرواة وغيره.