قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمّد المقري ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن شابور ، قال : حدّثني الحسن بن محمّد بن حيوان السرّاج القاسم ، قال : حدّثني أحمد الدينوري السرّاج المكنّى بأبي العبّاس الملقّب باستاره ، قال : انصرفت من أردبيل إلى الدينور أريد الحجّ ، وذلك بعد مضيّ أبي محمّد الحسن بن علي بسنة أو سنتين وكان الناس في حيرة ، فاستبشروا ـ أهل الدينور ـ بموافاتي ، واجتمع الشيعة عندي ، فقالوا : قد اجتمع عندنا ستّة عشر ألف دينار من مال الموالي ، ويحتاج أن تحملها معك وتسلّمها بحيث يجب تسليمها ، قال : فقلت : يا قوم! هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت ، قال : فقالوا : إنّما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك ، فاحمله على ألّا تخرجه من يدك إلّا بحجّة ، قال : فحمل إليّ ذلك المال في صرر باسم رجل [رجل] ، فحملت ذلك المال وخرجت ، فلمّا وافيت قرميسين وكان أحمد بن الحسن مقيما بها فصرت إليه مسلّما ، فلمّا لقيني استبشر بي ، ثمّ أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب من ألوان معتمة لم أعرف ما فيها ، ثمّ قال لي [يا] أحمد : احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلّا بحجّة ، قال : فقبضت منه المال والتخوت بما فيها من الثياب ، فلمّا وردت بغداد لم يكن لي همّة غير البحث عمّن اشير إليه بالبابيّة ، فقيل لي : إنّ هاهنا رجلا يعرف بالباقطاني يدّعي بالبابيّة ، وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعي بالبابيّة ، وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدّعي بالبابيّة ، قال : فبدأت بالباقطاني ، فصرت إليه فوجدته شيخا بهيّا ، له مروّة
__________________
ص ٢٨٢ ـ ٢٨٥ ، ح ١ ؛ فرج المهموم : ص ٢٣٩ ـ ٢٤٤ بإسناده إلى محمّد بن جرير ، البحار : ج ٥١ ص ٣٠٠ ـ ٣٠٣ ب ١٥ ح ١٩.