|
وَعَرِّفْهُ فِي أَهْلِهِ الطَّاهِرِينَ وَأُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أَجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ. |
«عرّفه الأمر تعريفاً» أعلمه إيّاه ، وعرّفه بيته : أعلمه بمكانه ، وأمّا عرّفه به فبمعنى وسمه.
قال صاحب المحكم : قال سيبويه : عرّفته زيداً فذهب إلى تعدية عرّف بالتثقيل إلى مفعولين يعني أنّك تقول عرّفت زيداً فيتعدّى إلى واحد ثم تثقّل الراء فيتعدّى إلى مفعولين ، قال : وأمّا عرّفته بزيد فإنّما تريد عرّفته بهذه العلّامة وأوضحته بها فهو سوى المعنى الأوّل وإنّما عرّفته بزيد كقولك سمّيته بزيد (١) إنتهى.
و «أهل الرجل» عشيرته وأقاربه ، والمراد بهم هنا : أهل الكساء مع باقي الأئمة الإثنى عشر عليهم السلام لوصفهم بالطاهرين أي النقيّين من الدنس والرجس في الميلاد والأعمال البريّين من المأثم والذنوب صغائرها وكبائرها كما قال تعالى : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (٢).
أخرج الطبراني : عن أمّ سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لفاطمة عليها السلام : إئتيني بزوجك وابنيه ، فجاءت بهم ، فألقى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليهم كساء فدكيّاً ، ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : أَللَّهُمَّ إنّ هٰؤلاء أهل محمّد وفي نسخة لفظ (آل محمّد) فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد كما جعلتها على
__________________
١ ـ المحكم في اللغة : ج ٢ ، ص ٧٨.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.