وتزوّج إحدى وعشرين إمرأة ، وطلّق ستّاً ، وماتت عنده خمس ، وتوفي عن عشر واحدة منهنّ لم يدخل بها ، وأولاده ستّة ذكران وهما : القاسم وإبراهيم ، وأربع بنات : وهنّ فاطمة عليها السلام ، وزينب ، ورقيّة ، واُم كلثوم ، وكلّهم من خديجة عليها السلام ، إلّا إبراهيم ، هذا هو المتّفق عليه ، واختلف فيما سوى هٰؤلاء.
ولمّا بلغ صلى الله عليه واله ثلاثاً وستّين ، وقيل : خمساً وستّين إختاره الرفيق الأعلى يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وقيل : لثنتي عشرة خلت من أوّل ربيعي السنة المذكورة ، ودفن ليلة الثلاثاء أو الأربعاء في حجرته التي قبض فيها.
هذه نُبذة ممّا ذكره أرباب السير. وفي كون وفاته يوم الإثنين ثاني عشر أوّل الربيعين مع كون وقفة عرفة يوم الجمعة في السنة العاشرة إشكال يعرف بالتأمل.
قوله عليه السلام : «دون الأمم الماضية» (دون) : بمعنى التجاوز فهي ظرف مستقر وقع حالاً من ضمير المتكلّمين في علينا ، والعامل فيه «مَنّ» أي منّ علينا بمحمّد صلى الله عليه واله ، حال كوننا متجاوزين الأُمم الماضية في «المنّة به علينا».
وقد يقال : إنّها مستعارة من معناها الوضعي الذي هو أدنى مكان من شيء لقدّامه. كما في قول الأعشى :
تريك القذى من دونها وهي دونه (١)
أي تريك القذى قدّامها وهي قدّامه ، فيكون ظرفاً لغواً معمولاً
__________________
١ ـ لسان العرب : ج ١٣ ، ص ١٦٥ ، وتمام البيت :
إذا ذاقها من ذاقها يتمطّق.